سوق عكاظ، من أقدم أسواق العرب، على أرضه يتقابلون، وفيه يتعاكظون، فلا يتناقضون ولا يختلفون، بضاعتهم الشعر والأدب والنثر والخطب، وكان الكل منهم يسعى للفوز باللقب. يا له من سوق عظيم يكتظ بالشعراء والمحكمين، الذين يميزون الغث من السمين، أمثال النابغة الذبياني وهو قابع بخيمته الحمراء وتماضر بنت عمرو بن الشريد (الخنساء) وقس بن ساعدة الإبادي أشهر الوعاظ والخطباء. انقرض السوق عدة قرون، ونسيه الناس، حتى هيأ الله له أمير الشعر والأدب، فأيقظه من سباته العميق، وأعاده بشكل أنيق: يا أمير الشعر شكراً، فضلكم عمَّ الأراضي قد أعدت السوق حقاً بعد موت وانقراض وكان شعراء عكاظ يقفون عند صخرة كبيرة في السوق تسمى صخرة الشعر، وذلك عندما يريد الواحد منهم إلقاء قصيدته: صخرة الشعر أفيقي، واسمعي وقع الركاض إنه الشعر جميلٌ (بادي الوقت) وماضي. وها هو سوق عكاظ (بحلته السابعة) يطل علينا من جديد من موقعه بمحافظة الطائف الجميلة، يطل علينا بجوائزه وحوافزه. إنه سوق الإبداع الشعري والأدبي والفني الذي يمتاز به العرب من المحيط إلى الخليج، في غابر الزمن وحاضره. - بريدة