لا شك أن إنشاء سوق عكاظ بالطائف هو لإعادة إحياء ذلك السوق التاريخي، ومحاولة لاستعادة الماضي، ونبش ذاكرة التاريخ، واستشراف المستقبل من خلال الفعاليات التي نُفّذت في دورته السابعة التي تجري هذه الأيام. لكن الأمير خالد الفيصل الذي يقود إحياء سوق عكاظ، ومن خلال حواره مع ضيوف المهرجان، تشعر بأن له غايات وأهدافاً تتجاور صخرة الشعر في سوق عكاظ واستعادة الزمن الجاهلي وبواكير الإسلام في السوق، وحكاية الأعشى وزهير بن سلمى وكعب وطرفة بن العبد، وحتى قبل ذلك الزمن، زمن امرئ القيس والخازم الأسدي وعروة بن الورد والطفيل بن عمرو، وأيضاً في فجر الإسلام زمن مالك بن الريب وكذلك مالك بن نويرة الذي رثاه شقيقه تميم. خالد الفيصل لديه حكاية جديدة في سوق عكاظ: في البدء إسعاد الناس، وهذا هدف من أهداف خطط الدولة، وهو الانتقال السريع من البناء العمراني إلى خدمة وإسعاد الناس وبناء دواخلهم؛ لذا أشعر بأن خالد الفيصل يحضر ويعد للطائف، من خلال مشروع سوق عكاظ ومشروعات سياحية أخرى، للدفع بالطائف إلى الواجهة الاقتصادية، وتحريك اقتصاد الناس؛ لأن الطائف مرشحة لأن تكون مورداً اقتصادياً، ليس للمحافظة فقط، إنما للمملكة, والانتقال من مدن الاستهلاك إلى مدن الإنتاج؛ لذا قد تتحول الطائف إلى مدينة أو محافظة تصرف على نفسها، بدلاً من الاتكاء على خزانة الدولة طويلاً. أي أن مدينة الطائف قادرة على صناعة اقتصادها المحلي؛ فهي مرشحة لأن تكون بوابة مكةالمكرمةالشرقية، ويكون اقتصادها مستداماً، بدلاً من أن يكون موسمياً مع مواسم الورد والعسل والتين، لو خُطّط للطائف بطريقة اقتصادية؛ كونها مصدراً للتجارة والمال والاستثمار؛ من أجل تغذية مشاعر مكةالمكرمة بما تحتاج إليه في فترة الحج، وإيواء الزوار والمعتمرين. كما أننا أهملنا الجغرافيا في موضوع الطائف باعتبار أن الجبال عازل طبيعي للتواصل الحضاري والاقتصادي والاجتماعي، ونسينا أن التواصل يتم عبر وهد ومنخفضات الأرض ومطامنها وتهامتها؛ وهو ما يجب أن نفكّر فيه لكسر عزلة جبال الهدا والكرا والجبال السمر؛ فهل يفكر أمير مكة في كسر حاجز الجبال وتوجيه التفكير إلى مطامن الأرض؟