قبل ست سنوات من الآن وعند إقرار مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم في العام 1428ه.. كان هناك حلم بأن يكون التعليم في العام الدراسي الحالي 1434ه - 1435ه قد انتقل إلى مراحل متقدمة بتوافر الفصول الذكية والمقررات المطورة التي تساير العصر، واستكمال تأهيل وتحسين أداء المعلمين، وبيئة مدرسية جاذبة ومشوقة للطلاب بمبان تضم صالات وملاعب وحدائق وميادين مهيئة ومجهزة وفصول دراسية محفزة ومرافق وقاعات معدة لممارسة الأنشطة وغير ذلك من البرامج التي ترتقي بالتعليم وتجعل منك عندما تلتفت إلى الوراء ترى أننا كنا نعيش تعليما بدائياً.. لكن الغريب أن مشروع الملك عبدالله مازال وبعد هذه السنوات يطبق في مدارس محدودة لاتتجاوز 900 مدرسة بنين وبنات، كثير منها كانت مدارس رائدة قبل تطبيق المشروع وأخرى كانت متميزة، بل وأزيد القارئ أن المدرسة التي حققت جائزة التميز على مستوى المملكة في مدينة الرياض ليست ضمن المدارس التي تنضوي داخل المشروع! كما أن المدرسة الحكومية الوحيدة في الرياض التي حققت جائزة الجودة أيضاً ليست من مدارس تطوير!، كما أن الزائر والمطلع على مدارس تطوير يجد أنه لم يقدم لهذه المدارس مايتوافق مع الأهداف المرسومة والتطلعات لهذا المشروع الرائد التي يفترض أن تكون نواة للتعميم على جميع مدارس المملكة. شركة تطوير التي تسلمت مشروع الملك عبدالله يبدو أنها انصرفت إلى مشروعات أخرى تطويرية لبرامج في الميدان (أندية الحي، الأندية الموسمية، تدريب المعلمين على مناهج العلوم والرياضيات) وبصورة روتينية، ولم تصل رؤية الشركة في تطوير التعليم إلى الميدان التربوي والتي يلزم أن يكون لها رسالة واضحة وأهداف محددة وفترة زمنية متوقعة للإنجاز، وآلية تنفيذ يعرف بها المعلم بالميدان، فتحفزه وتجعله ينتظر تطويراً قريبا يتفاعل معه ويستجيب له، وليس الحاصل حيث لايعلم عن برامج الشركة إلا مسؤولوها والعاملون فيها والذين ترى في أعينهم عدم الرضا بمايقدم. [email protected]