صرح وزير الجيش الإسرائيلي «الجنرال موشيه يعالون» بأن المفاوضات السياسية الجارية حالياً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تتناول قضية إخلاء مستوطنات من الأراضي المحتلة عام 1967، معتبراً أن المستوطنات المقامة في الضفة الغربيةالمحتلة جبهة تحمي إسرائيل. جاءت تصريحات الجنرال يعالون خلال اجتماع عقده مع رؤساء مجلس المستوطنات بمناسبة قرب حلول رأس السنة العبرية الجديدة.. ووفق الإذاعة العامة الإسرائيلية «شكر المستوطنون الصهاينة وزير الجيش الإسرائيلي على دعمه لهم، لكنهم أبدوا قلقهم من احتمال حصول تطورات غير مُعلَن عنها في العملية التفاوضية مع الفلسطينيين». وفي السياق، قال مسؤولون فلسطينيون: إن الجولة السادسة من المفاوضات التي عقدت في القدسالمحتلة أمس الأول الثلاثاء والتي تركزت حول الموضوع الأمني، انتهت بدون أي تقدم، وذلك بسبب أن الجانب الإسرائيلي يرى الأمن مدخلاً للسيطرة على أوسع مناطق ممكنة من الضفة الغربية، فيما لم تظهر أية بوادر على حدوث تقدم في الجولة الأخيرة، ويرى مراقبون أن قبول الأفكار الإسرائيلية حول الأمن يمنح إسرائيل السيطرة على مختلف المحاور والمفاصل والمراكز الرئيسة في الضفة الغربية.. هذا وترى السلطة الفلسطينية أن الاستيطان يقوّض فرص نجاح المفاوضات، في حين تسابق إسرائيل الزمن لبناء المزيد من المستوطنات في الضفة المحتلةوالقدس، غير آبهة بالاحتجاجات الدولية. وعلى الجهة المقابلة، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية - تيسير خالد - الفريق الفلسطيني المفاوض إلى احترام إرادة الرأي العام الفلسطيني ومواقف مختلف القوى السياسية والاجتماعية الفلسطينية والانسحاب فوراً من المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي. وعدّ خالد في بيان له أمس الأربعاء أن المفاوضات باتت تدور حول نفسها وتراوح مكانها بعد أن عادت بها إسرائيل إلى نقطة الصفر وأغرقتها بالتفاصيل بعيداً عن القضايا الجوهرية، وبعد أن أدارت الإدارة الأمريكية ظهرها لهذه المفاوضات وحوّلتها إلى ما يشبه الملهاة في ظل انشغالها بأحداث المنطقة. وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أنّ الانسحاب الفوري من هذه المفاوضات بات مطلباً مُلحاً وواجباً وطنياً بعد أن حوّلتها حكومة إسرائيل إلى غطاء للاعتداءات ولانتهاكات حقوق الإنسان وإلى غطاء لأوسع حملة استيطانية عدوانية يجري من خلالها بناء آلاف الوحدات السكنية للمستوطنين في جميع المستوطنات.