نحن المصريين في السعودية نشكركم يا خادم الحرمين على مواقفكم النبيلة تجاه مصر، فهذا ليس غريبا عليكم أن تمدوا يد العون والمساعدة والمساندة فهذه خصالكم وشيمكم العالية، فلم نشعر يوما من الأيام أننا مغتربون عن وطننا ولكن السعودية حكومة وشعباً طيباً يعطينا ويغطينا بجزيل العطاء والمنن، فالكل يعيش في نسيج في ترابط واحد. هذا بفضل قيادتكم الرشيدة التي تمد يد الخير للجميع، شعب طاهر وأياد طاهرة تحمي العروبة والإسلام وتحافظ على الدماء الذكية. هكذا عهدنا بكم. إن يد الإرهاب الآثمة التي لم تخف الله يوما ترتكب كل الجرائم باسم الدين وتحاول غسل عقول الشباب الصغير بفكرة حماية الدين والإسلام، هي عين الإرهاب وترويع الآمنين، ومن ثم كنا جميعا في انتظار رد المملكة العربية السعودية راعية الإسلام والعروبة لتردع كل من يتفوه خطأ باسم الإسلام ولتجعل كيده في نحره. ولقد كان موقفكم عظيما شارحا مفسرا للدول الغربية التي تعنتت في إدانة الإرهاب وقد اكتوت بناره، فراحت تقطع العلاقة بينها وبين مصر فكان ردكم بالمساندة الذي أوقفت نزيف المراهنات والعداء والكراهية للشعب المصري، الذي عانى قرابة عامين من الظلم والفساد والفتاوى باسم الإسلام التي أسهمت بدورها في تغيير الهوية الإسلامية والمصرية. كلنا كنا نعيش أزمة دامغة حقيقية في الفكر الذي أطاح بالأخضر واليابس، فكل صباح تعج مصرنا الحبيبة بالعشرات من الفتاوى التي تذهب بعقول الشباب الصغير بعيدا، فتولد إرهابا جديد لذا انقسم الشعب على نفسه قسمين، وهذا غريب على الشعب المصري. لذا يثمن الشعب المصري كله مواقفكم النبيلة التي ثمنتها بعض الدول العربية تبعا لكم فأنتم القيادة الرشيدة والحائط الذي ترتكز عليه الدول، وأنتم المهابة التي تحترمها الدول العظام فأي شكر نقدمه إليكم وقد عجزت الألسن عن وصفكم ووصف صفاتكم . فللمواقف رجال ودول وسيشهد التاريخ على ما قدمتموه لمصر في محنتها وما أشبه الليلة بالبارحة في عام 1973 وفقكم الله وسدد خطاكم وبارك دعوتكم النبيلة. - استاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود