في شهر صفر من العام (1368ه) وجَّه الأديب والإعلامي أحمد عطار (صاحب المؤلفات المتعددة ومؤسسة صحيفة عكاظ) دعوة لجمع من المثقفين لحضور أمسية ثقافية على شرف الأمير مساعد بن عبد العزيز - رحمهما الله - وفي هذه الأمسية كان من الطبيعي أن يكون الحديث عن ضيف شرف الأمسية الأمير مساعد. مجلة المنهل كانت حاضرة هذه المناسبة، ووثقت شيئاً مما جرى فيها، وكان حديث المحرر عن هذه الأمسية وصفاً تسلسلياً لما جرى، وفيه: وجّه الصديق الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار بطاقات دعوة لتناول طعام العشاء بفندق بنك مصر إلى ما يناهز المائة مدعو من كبار رجال الدولة ومن الأدباء تكريماً واحتفاء بحضرة صاحب السمو الملكي الأمير الأديب مساعد نجل جلالة الملك المعظم، وقد احتشد بالفندق الفخم المدعوون في ليلة (28 / 2 / 1368 ه)، وما هي إلا هنيهة وإذا بموكب سمو المحتفى به يقدم فنهض الحاضرون، واستقبلوا سموه الكريم في تقدير وإكبار، وتصدر سموه البهو المعد للاستقبال، وقدمت القهوة العربية، وتبودلت أحاديث الود والوفاء، ثم دعي الحاضرون إلى قاعة الطعام، وكانت في أجمل تنسيق، وتصدر سموه المائدة، وأخذ في نثر درر حديثه العذبة الرائعة، ثم عاد سموه ومن معه إلى بهو الاستقبال، وتصدر المكان، ثم تقدم الداعي الأستاذ العطار فألقى كلمة فنية منسجمة، أبان فيها المزايا الأدبية لسمو المحتفى به، فكان لخطابه الرائع صدى عميق في النفوس، ثم تقدم الأستاذ أحمد إبراهيم الغزاوي شاعر جلالة الملك فألقى قصيدة من عيون شعره قوبلت بالإعجاب، وتلاه الأستاذ فؤاد شاكر تشريفاتي القصر الملكي، فألقى كلمة بليغة بالنيابة عن الأستاذ محمد حسن فقي، وقدم لها بكلمة طيبة، رحب فيها بسمو الأمير بوصفه أديباً موهوباً، ونهض بعدها الأستاذ طاهر زمخشري فألقى قصيدة بديعة قوبلت بالاستحسان، ثم قام الأستاذ أحمد فاسي، وألقى قصيدة جيدة متينة، ونهض بعد ذلك الأستاذ إبراهيم الخيال وألقى كلمة مسهبة في بيان خصائص سمو الأمير الأدبية والثقافية، ثم ألقى سمو الأمير المحتفى به كلمة رائعة فياضة، تحدث فيها عن الأدب والأدباء، وكان حديثاً ملؤه تقدير الأدب والأدباء في نهضات الشعوب وتقدم الأمم، ثم شكر الحاضرين على حفاوتهم بسموه، فكان خطابه الرائع أعظم برهان ملموس على مميزاته الأدبية السامية أمام جمهور حافل بالعظماء والأدباء، ثم تقدم الشيخ الطيب الساسي مدير تحرير أم القرى فألقى كلمة ارتجالية نفيسة عن سمو الأمير الأديب فكان لها وقع حسن في نفوس الحاضرين.