فاغرس من الفعل الجميل فضائلا فإذا رحلت فإنها لا ترحل ما أجمل الوفاء وأحلى التكريم للحاضر والغائب معاً، ولكن تكريم الحاضر الشاهد أولى وأسعد ليسمع ويشاهد ما يتفوه به المحتفون به تقديراً لأعماله المشرِفة، وعرفاناً لما بذله سواء مادياً كالأعمال الخيرية بدعم الجمعيات التي تُعنى بالأيتام والأرامل وذوي الحاجات الخاصة أو بتشييد المساجد وبناء مساكن للضعفة والمحتاجين، وغير ذلك من أعمال الخير والإحسان، أو بالأعمال الوظيفية ذات الأهمية التي تخدم الوطن وأهله، كأمثال الدكتور المحتفى به معالي الدكتور ناصر بن محمد السلوم وزير المواصلات - سابقا - الذي قل أن تجود الأيام بمثله نشاطاً وإخلاصاً في أعماله المتعددة..، فلقد شهد (مركز بن صالح) بمحافظة عنيزة إحدى كبريات مدن القصيم مساء يوم السبت 25 - 12 - 1433ه حفلاً رائعاً مميزاً برعاية صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، وبحضور كوكبة من العلماء والأدباء، ومن المسؤولين ورجال الأعمال، وجمعُ من المواطنين ومن خارج مدينة عنيزة من مختلف مدن المملكة: كل ذلك تقديراً وحباً لمن وقف حياته وأبلى زهرة شبابه تفانياً في خدمة مليكه ووطنه، حيث شهدت أرجاء مملكتنا طولاً وعرضاً أعمالاً جبارة من مد الطرق السريعة الطويلة ورصفها دانيها وقاصيها، سهولها وآكامها وجبالها مع شق الأنفاق العملاقة من تحت الجبال المواكث بدعم سخي من لدن حكومتنا الرشيدة أعزها المولى بطاعته -، وقد اُستهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم توالت الكلمات الضافية جزلة المعاني، وقصيدة نبطية للأستاذ - إبراهيم بن محمد السبيل نالت استحسان الحضور منوهة تلك الكلمات بأعمال الدكتور ناصر المشرفة، مع عرض فلم وثائقي عن سيرة الدكتور المحتفى به، وكتاب يحمل اسم معاليه متضمنا رصد بعض ما قيل فيه من شهادات وكلمات شكر صادقة التعبير جزلة المعاني.. تحرير وجمع الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي، والدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي الكاتبان المعروفان (وفقهما الله) وقد تصدر ذاك السِفْر كلمة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم حيث أباح وأذن لقلمه أن يرصد ما يستحقه من ثناء وشكر على جهوده ونشاطه المستمر الذي لا يكلُّ أثناء عمله عبر السنين الماضيات حتى تحقق في عصره الذهبي الكثير من المشاريع العملاقة الجبارة من مد الطرق السريعة العديدة مع تطويع قمم الجبال والآكام لتسبح فوقها شتى المراكب مَزْهوة بكل يسر وسهولة،سيظل التاريخ شاهداً على أعماله الخالدة ملوحاً ببصماته العريضة وأفكاره النيرة التي كانت سبباً في إنجاح المشاريع الهامة على ما يرام، فهو مفخرة للوطن وللشعب السعودي فأصبحت بلادنا بحمد لله مضاهية للدول الكبرى ومواكبة ركب الحضارة والتقدم السريع في جميع المجالات التي تخدم الوطن وأهله بالبذل السخي والعطاء الجزل للتنمية والمشاريع الهامة التي توليها الدولة كل الاهتمامات مما جعل الأمور في هذا العصر تسير على ما يرام، فإخلاص الدكتور ناصر وتميزه في مجال عمله يذكرنا بقول ابن دريد: والناس ألف منهم كواحد وواحد كالألف إن أمر عنا فأبو محمد صاحب مرونة في أعماله ومعاملته مع الغير، وقراراته - أحياناً - تكون فورية حتى ولو لم يكن متربعاً على كرسي العمل، فيسبق تنفيذ القرار قبل تدوينه على الورق وهو في ميدان العمل يتفقد بعض المشاريع خارج مدينة الرياض، أذكر جيداً أنه ذات يوم حضر إلى مدينة حريملاء للاطلاع على بعض المشاريع لوضع اللمسات الأخيرة على تنفيذ الطريق العام عبر البلاد نحو منطقة الوشم، وقد اعترض الطريق بعض المعوقات الكهربائية وأعمدتها فحلها مع الشركة عبر الهاتف قائلاً علينا نصف التكلفة وعليكم النصف الآخر فأنهى الموضوع بسهولة ومرونة برضا الطرفين، وهذه من الذكريات الجميلة التي لا تنسى مع (أبو محمد)، وفي نهاية برنامج الحفل نهض المحتفى به الدكتور ناصر بن محمد السلوم فألقى كلمة ضافية استهلها بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز على رعايته هذه المناسبة السعيدة، كما شكر اللجنة المنظمة للحفل مُنوهاً بأصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء الذين تولوا وزارة المواصلات الذين كان لهم دور فاعل - آنذاك - كما كرر شكره للمسؤولين العاملين معه..، ثم أعقب ذلك تسليم الدروع وشهادات التقدير التذكارية من يمين صاحب السمو الأمير راعي الحفل - أبو محمد - شاكراً ومتمنياً له حياة سعيدة ملؤها الفرح والغبطة..، فأنا أستميح الأخوة الكرام أصحاب الكلمات عذراً لعدم التمكن من ذكر أسمائهم والتنويه بأعمالهم وبأفضالهم خشية الإطالة.. - وفقهم الله جميعاً وسدد خطاهم - بعد ذلك اتجه الجميع إلى القاعة الكبرى لتناول طعام العشاء المعد للضيوف ولجميع الحضور.. كما يسعدني أن أقدم شكري وتقديري للأستاذ الوجيه محمد بن سليمان الصيخان - أبو عبد الله -، على إعداد مائدة طعام الغداء الكبرى تكريماً للضيف معالي الدكتور ناصر بن محمد السلوم في مزرعته المزدانة بأنواع فسائل النخيل والحدائق الغناء المتربعة على قمة الجبل المطل على مدينة عنيزة وعلى مشارفها - زاده الله فضلاً وبركة وصحة - ولقد أجاد الشاعر طرفة بن العبد حيث يقول: لعمرك ما الأيام إلا معارة فما أسطعت من معروفها فتزود