سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فقد اطلعت على ما طرحه الأستاذ سلمان بن محمد العُمري بمقالته المنشورة بصحيفة الجزيرة يوم الجمعة 24-9-1434ه بالعدد 14918 بعنوان: (الوقف... وضرورة التثقيف بمقاصده) والتي تناول فيها ضعف ثقافة الوقف في المجتمع السعودي، وأتفق مع ما ذهب إليه في هذا الباب، وأضيف أن معالجة الوضع يستلزم تصدر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بوصفها الجهة المناط بها رعاية الأوقاف العامة لتبني نشر ثقافة الوقت والتوعية بأهميته للواقف، في حياته وبعد وفاته، ومردوده على الفرد والمجتمع والأمة ودوره في معالجة القضايا التي تؤرق المجتمع وعلى رأسها الفقر والصحة والتعليم وآلية ضبط الوقفيات وتوثيقها وبيان الفرق بين الوقف والوصية ونوعية الوقف وطبيعته، وتصحيح المفاهيم والمعلومات المغلوطة المنطبعة في أذهان العامة حول وضع الوزارة يدها على الأوقاف الخاصة مما دفع البعض إلى الإحجام عن الوقف أو عدم توثيق أوقافهم، وتعزيز الثقة ما بين الوزارة وعامة الناس ببيان حجم أصول الأوقاف الضخمة التي تشرف عليها الوزارة وبيان مصارفها وآلية استثمارها وتنميتها، وأن تتخلى الوزارة عن سياسة التكتم عما لديها من أوقاف ضخمة لم تفصح عن آلية استثمارها وصرف ريعها رغم المناشدات المتكررة في الصحف، واللقاءات الإعلامية، والمؤتمرات والملتقيات. ولا ينكر المتابع أن لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد جهوداً محدودة في مجال نشر ثقافة الوقف وهذه الجهود لا تتناسب بأي حال مع حجم وضخامة الأوقاف التي تحتضنها المملكة والتي تقدر بترليون ريال. وقد تبنت بعض المؤسسات الأهلية غير الربحية مبادرات مميزة للمساهمة في نشر ثقافة الوقف والتواصل مع الراغبين في الوقف، ومن تلك الجهود ما تقوم به لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية بالرياض والمنطقة الشرقيةوجدة وكذلك مركز استثمارات المستقبل للوصايا والأوقاف ومركز واقف وبعض المؤسسات الخيرية المانحة التي ساهمت في جانب التوعية والتثقيف والمساعدة في صياغة وإعداد صيغ وقفية مميزة للواقفين، وكان لتلك الجهود - مع محدوديتها- أثر ملموس في التواصل مع مجموعات كبيرة من الموسرين ورجال الأعمال الذين ضبطوا وقفياتهم ووصاياهم من خلال تلك الجهات الأهلية غير الربحية. ونتطلع أن نرى في القريب العاجل مبادرات ومشاريع توعوية تثقيفية رائدة ونوعية تهدف لرفع مستوى الوعي لدى كافة طبقات المجتمع بأهمية الوقف وعظم ثواب وأجر الواقف الذي يسهم في تغطية كافة احتياجات ومتطلبات الفرد والمجتمع في كافة المجالات، ويكون سبباً في القضاء على قضايا الفقر والبطالة والمرض التي تؤرق مؤسسات المجتمع ولم تجد حلاً حاسماً فمن يعلق الجرس؟. د. خالد بن هدوب المهيدب - رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة سلمان بن عبدالعزيز والباحث في شؤون الأوقاف