أوصى المشاركون في ملتقى تنظيم الأوقاف الأول الذي اختتم أعماله في الرياض أمس، بأن تفصح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن أصول الأوقاف التي تشرف عليها، وبيان مصارفها لتبديد المخاوف وتوثيق العلاقة بين الوزارة والواقفين، إضافة إلى توضيح نظام وقف الحجاج والمعتمرين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. ودعوا إلى سن أنظمة تمنح الوقف شخصية اعتبارية تمكّنه من اكتساب حقوقه وإدارة أعماله وتنمية استثماراته، وإضافة الشركات الوقفية وغير الربحية إلى نظام الشركات الجديد، أسوة بعدد من الدول الأخرى، وإصدار تنظيمات تساعد في حماية أصول الأوقاف وتحافظ عليها، والتأكيد على أهمية وجود حوكمة للأوقاف وقواعد محاسبية ومالية لإدارتها. وشددوا على أهمية أن يتضمن نظام الهيئة العامة للأوقاف الترخيص لمراكز استشارية متخصصة في مجال الأوقاف وتسهيل مهماتها للإسهام في تطوير الأوقاف وتقديم الدراسات والأبحاث المتعلقة بها، وتخصيص دوائر في المحاكم تُعنى بالأوقاف وتسريع إجراءاتها، والعناية بأن يمارس القضاء عمله الرقابي على الأوقاف وفق آليات تضبط وتنظم عملية الإشراف وتسهّل الإجراءات، بما يحفظ الوقف ولا يعوق الإفادة منه. ودعت توصيات الملتقى الواقفين إلى المبادرة بتسجيل وتوثيق أوقافهم رسمياً حفاظاً عليها من الضياع وتلافياً لحدوث إشكالات مستقبلية، وضرورة الاهتمام بالبناء المؤسسي للأوقاف والعناية بتعزيز النظارة المؤسساتية، واختيار نظار الأوقاف الأكفاء وتطويرهم في هذا المجال، مع التأكيد على إبراز أثر الوقف في المجتمعات الإسلامية، وإسهامه في بناء حضارتها من خلال نشر الوعي بين عموم أفراد المجتمع، خصوصاً رجال وسيدات الأعمال والمؤسسات والشركات والبنوك للتوعية بأهمية الوقف في تحقيق التنمية المستدامة، وتأصيل ذلك في نفوس الأجيال. وأكدت أهمية قيام وزارة التعليم العالي بتوجيه شريحة من المبتعثين لدراسة علوم الأوقاف، واعتماد مسارات أكاديمية متخصصة في مجال الأوقاف والمنظمات غير الربحية في الجامعات المحلية، ما يسهم في تعزيز الموارد البشرية في هذه الجهات وتطويرها، وتشجيع البحث العلمي في مجال الأوقاف، وإيجاد أوعية معلومات متخصصة لمساعدة الباحثين في هذا المجال من خلال كراسي البحث في الجامعات ومراكز الدراسات والبحوث المتخصصة في مجال الأوقاف. وطالب المشاركون بدرس البيئة التشريعية والقانونية لمشاريع الأوقاف في السعودية، والوقوف على أبرز المعوقات لمشاريع الأوقاف وتحليلها واقتراح الحلول العملية لها، والاطلاع على التجارب المحلية والإقليمية والدولية المميزة في مجال الأوقاف، واقتراح طريقة تُعين رجال الأعمال وراغبي فعل الخير في تنظيم أوقافهم.