جسَّدت المسرحيات النسائية التي عرضت على مسرح مركز الملك عبد العزيز التاريخي وعلى مدى ست سنوات 12 مسرحيَّة للكبار والصغار، وكتبتها الإعلاميَّة والكاتبة جواهر الدهيم ضمن برامج احتفالات أمانة منطقة الرياض بعيد الفطر المبارك، جسَّدت فيها صورًا رائعة لحياة المرأة السعوديَّة في الماضي ودور المرأة السعوديَّة في الزَّمن الماضي الجميل ونقلت للأجيال الحاضرة صورة صادقة لمعيشة المرأة السعوديَّة في الماضي من ناحية العادات في الأعياد، وعادات الأطفال في طلب العيدية والملابس التي يرتدونها والعيدية قديمًا (الحوامة) بالملابس الطفولية التَّقْليدية (المخنق والدراعة) وأكياس العيدية التي هي عبارة عن قطعة قماش تخاط بالإبرة كالحقيبة، كما يلبس الأولاد الثياب وأطواقي الزري ويطوفون قبل العيد بيوم بيوت الحارات الطينية مردّدين أهازيج طلب أبي عيدي عادت عليكم، صورة رائعة نقلتها مسرحيَّة (العيد بين الماضي والحاضر) التي جسَّدتها المسرحيَّة في برنامج العيد في المركز، تلك المسرحيَّة التي أحيت الأعياد الماضية في احتفالات أعياد أمانة منطقة الرياض، كما نقلت مسرحيَّة (الخطابة) صورًا جميلة لمراسيم الزفاف قديمًا من ناحية الملبس والمسكن والتقاليد في الخطوبة والزَّوَاج بملابس المرأة وحليها وأهازيج الفرح والربعية ودورها في خدمة العروس ومهمتها قديمًا وفي مسرحيَّة (الدِّلالة) التي أعطت صورة صادقة عن المهن التي تقوم بها المرأة من عرض لبضاعتها التي تدور بها في البيوت وتوفر مستلزمات المرأة وأولادها، بالإضافة إلى المهن الأخرى (الطب) استطبابات المرأة في المرض، فهي تمارس الطب الشعبي، فهي قابلة تقوم بالتوليد وطبيبة تعالج لدغ العقارب التي كانوا يتعرضون لها دائمًا، وتعالج بالكي بعض الأمراض بالطب الشعبي. كما تعرض المسرحيَّة صورة مقارنة بواقع الطب الحديث المتقدم ودور المرأة فيه، كما رسمت مسرحيَّة (العجازة) واقع البنات في الماضي وتحملهن أعباء الحياة مع أمَّهاتهم من العناية باخوانهن الصغار والطهي وجلب الماء من البئر وتحمل المسئولية منذ الصغر مقارنة بالأجيال الحديثة واعتمادهن على الخادمات وأمَّهاتهن، كما صوَّرت مسرحيَّة (الملقوفة) بعض صفات المرأة بصورتها الماضية والحاصرة ونعتها بالملقوفة والتدخل فيما لا يعنيها الأمر الذي يسبّب لها الإحراج في مواقف كثيرة وهذه المسرحيَّة عرضت في العيد الماضي عام 1433ه ونالت إعجابًا كبيرًا وضحكًا وصفَّق لها الحضور وطلبوا إعادتها مرارًا وتوَّج هذا العام بمسرحيَّة (المسفار) التي تعتبر التنزه والمتعة في الماضي وهو الخروج للبر بعد سقوط المطر وجني العشب (القرقاص، والحمضاء) وهي صور عن الترفية للمرأة في الماضي واستغلال الأجواء الجميلة. كما تجسِّد الترابط الاجتماعي في الماضي الذي مازال موجودًا في بعض القرى والمدينة التي أصبح فيه الجار لا يعرف جارة وقد ربطت جميع هذه المسرحيات بلون الفنون والفلكلورات الشَّعبية التي تصاحب كل فصل من المسرحيات والملابس التراثية والرقصات المصاحبة التي أضفت جوًّا من المتعة والسُّرُور على مدى ست سنوات متوالية إلى هذا العام 1434ه بجانب ست مسرحيات للصغار هادفة ومسلية ومصحوبة بالأناشيد التي تدل على كلّ مسرحيَّة، التي هي مسرحيَّة (مها والثعلب) التي تعالج قضية طلب الأطفال من المطاعم، ومسرحيَّة الصغار (أطفال نت) التي تعالج مشكلة إدمان بعض الأطفال على الكمبيوتر ومسرحيَّة الأطفال (ماما مين) التي تعالج تعلَّق الأطفال بالخدم بسبب بعض الأمَّهات ومسرحيَّة الأطفال (سحر والعصفور) وهي تعالج تعلَّق الصغار بعصافير الزينة والأسماك والإساءة في معاملتها حتَّى الموت (ومسرحيَّة المدللة) ومسرحيَّة جدتي الحبيبة التي عرضت هذا العام التي تؤصل حب الجدات وتبيّن عطفهن وخلال هذه الرحلة الجميلة من العطاء المسرحي السعودي الأصيل أشادت كثير من الزائرات العربيات بهذه المسرحيات في برنامج احتفالات أمانة منطقة الرياض، حيث قالت الأستاذة نجوي من السودان إنه من خلال هذه المسرحيات تعرفت على حياة المرأة السعوديَّة في الماضي التي رسمت الحب الكبير، الذي تحمله والتضحية من أجل أولادها ووجود الحياة الكريمة لهم وأن المرأة السعوديَّة مثال للمثابرة وصنع المستحيل ونتمنَى أن تعرض هذه المسرحيات الهادفة المسلية في المناسبات الأخرى، وتقول السيدة أم عبد الله من السعوديَّة: المسرحيات أيقظت في دواخلنا ماضينا الجميل وما كنَّا نقوم به في مساعدة أمَّهاتنا وتربيتهن لنا في الماضي حتَّى أصبحنا أمَّهات ناجحات، نشكر كاتبة المسرحيات على إحياء الماضي، وتقول السيدة عفاف من سوريا: المسرحيات هادفة ومسلية جدَا وترسم صورة الماضي الجميل يا حَبَّذا توثيقها والاهتمام بها وعرضها في المناسبات لتتعرف عليها الأجيال وتقول الإعلاميَّة منيرة: إن هذه المسرحيات يجب توثيقها وعرضها لأنّها صورة للماضي الجميل ومن يقوم بأدوارها من بنات البلد اللاتي جسّدن أدوارها بملابسن الرائعة بالمصطلحات الشَّعبية.