سياسة الملك عبدالله - يحفظه الله- التنموية والعمرانية تعتمد على الإنشاء الجديد، وهي سياسة انتهجها في معظم مشروعاته التي نفذت، فعندما يريد تطوير قطاع يبقي على برامجه السابقة مستمرة كما هي ويطرح برنامجاً جديداً له خططه وميزانياته وأهدافه ويمكن ملاحظة تلك السياسة في تطوير التعليم العالي، حيث إحداث برامج ومشرعات عدة وجديدة هي برنامج الابتعاث الخارجي والابتعاث الداخلي، وفتح جامعات جديدة في كل منطقة ومدينة كبيرة، وإنشاء جامعات وكليات في المحافظات، وإنشاء مدن جامعية سكنية وحضارية في كل جامعة، وبناء مجمعات أكاديمية للطالبات في معظم مناطق المملكة, وتصميم المجمعات الأكاديمية لتكون نواة لجامعات المستقبل، كذلك في قطاع الصحة إنشاء مدن طبية جديدة، وفي القطاع الاقتصادي إنشاء المركز المالي والمدن الاقتصادية والصناعية، ومن تلك المنطلقات والرؤية الواسعة ينظر إلى إنشاء الضلع الشمالي للحرم المكي بعمارة جديدة متداخلة مع الحرم بالساحات ومستقبلاً بالأروقة ليصبح ضلعاً شمالياً للحرم متمماً له يستوعب نصف مليون حاج، ومتعدد الأدوار، وبمرافق خاصة له دورات مياه وميضأة تصل إلى (8) آلاف، وقابلة العمارة والفضاء الشمالي للتوسعة المستقبلية لو قرر مستقبلاً توسعته، وزيادة أدواره. كما تم تهيئة العمارة لربطها بجسور بالأضلاع الثلاثة الشمالية والشرقية وحتى الغربية. هذه النظرة المستقبلية من الملك عبدالله - يحفظه الله- تؤسس إلى استيعاب أعلى لزوار الحرم التي قد تصل إلى (10) ملايين حاج في وقت واحد. كما أن الضلع الشمالي سوف يخفف من الضغط على صحن الحرم، ويساعد في التوزيع المكاني، ويسهل على إدارة المشاعر تفويج وإدارة الحج. عمارة الملك عبدالله لم تستهلك مساحة كبيرة من الفضاء الشمالي، بل أسس للعمارة الرأسية بدلاً من التمدد الأفقي المحصور. كما أن الملك عبدالله - أطال الله في عمره- ترك للأجيال فرصة الإضافة والتعمير عندما تستدعي الحاجة ضمن مخططات ووثائق هندسية ومعمارية جديدة تشمل المخططات والخرائط والإحداثيات وهو ما كان ينقص الفريق الهندسي عند تنفيذ التوسعات السابقة التي كانت تعتمد في بعضها على الصور القديمة والكتب التاريخية والرحالة والرسومات التي أخذت للحرم في الفترات التاريخية السابقة. هذه العمارة الضخمة للمسجد الحرام التي أشادها وبناها الملك عبدالله لم تحظ بالتغطية الإعلامية والنشر الصحفي والتلفزيوني والوثائقي لإطلاع المجتمع الداخلي والعالم على حجم المشاريع وقيمتها وفائدتها للمسلمين والدور الذي ستؤديه للحجاج في تهيئة الحرم للعبادة والصلاة في روحانية عظيمة وطمأنينة تامة، تهيئة المكان والخدمات تجعل من الحج والعمرة توجهاً دائماً للمسلمين لتحقيق أمنياتهم وإتمام أركان الإسلام الحج لمن استطلاع إليه سبيلا.