أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن انتهائها من وضع اللمسات الأخيرة لخطة فض اعتصامي النهضة ورابعة وتحديد ساعة الصفر، مشيرة إلى أن فض الاعتصامين سيتم خلال 48 ساعة. وأصدرت الصفحة الخاصة بالجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية المصرية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عدداً من التعليمات والتحذيرات الخاصة لسكان منطقة رابعة العدوية وميدان النهضة، وذلك قبيل الشروع في فض اعتصام المتظاهرين هناك في الساعات القادمة. وطالبت الوزارة من السكان بضرورة اتباع عدد من الإرشادات للحفاظ على سلامتهم في حالة بدء فض الاعتصام. كما أعلن الجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية أن قوات الأمن فرضت كردوناً أمنياً حول اعتصام ميدان النهضة مع رفع درجة الاستعداد بتشكيلات أمنية تابعة لمنطقة الجيزة. وأوضح الجهاز الإعلامي عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» أن هناك وجوداً أمنياً مكثفاً بجوار كوبري الجامعة.وقال خبراء أمنيون إن حصار اعتصامي رابعة والنهضة يتم بالتطويق لهما على نطاق واسع، ثم الاقتراب بدائرة الحصار تدريجياً من الاعتصام، وإزالة الحواجز والمتاريس التي أقامها المعتصمون، ومنع إدخال مواد تموينية أو أسلحة لداخل الاعتصام. وأضافوا أن عملية الحصار لمعتصمي رابعة والنهضة غرضها تضييق الخناق على المعتصمين لتقليل أعدادهم، موضحين أن الحصار يفيد في توضيح نوعية المعتصمين، حيث لن يبقى مستمرًا في الاعتصام سوى ذوي العقيدة الجهادية الذين لا يقيمون وزناً لموتهم ويحملون أسلحة ومستعدون لمواجهة قوات الأمن. وأكدوا أن ساعة الصفر في عملية فض الاعتصام تتوقف على تطور عملية الحصار وتقدير قوات الأمن لنتائجها. وأكد الخبراء ضرورة منع الأفراد من الانضمام للاعتصام والسماح لهم بالخروج فقط، على أن يكونوا من غير قيادات الإخوان المطلوبين في قضايا أو الحاملين للسلاح أو من ينتمون لدول أخرى دون إجراء تحقيق معهم. ولفت الخبراء إلى ضرورة إتباع عدد من الخطوات في عملية الحصار، منها قطع إمدادات المياه والكهرباء، والقيام بعمليات إنزال أعلى أسطح العمارات المجاورة للاعتصامات حتى يتم تأمينها وعدم احتجاز رهائن بداخلها. وأوضح الخبراء أن عملية الفض إذا تمت بالقوة سيكون نتيجتها 10% خسائر من المعتصمين ومثلهم من قوات الأمن.من ناحية أخرى قام معتصمو ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، بتشديد إجراءات الأمن على جميع مداخل الميدانين. وأعلنت المنصة الرئيسة برابعة العدوية عن تحرك مسيرة إلى منزل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بمدينة نصر، لمحاصرته رداً على الأنباء التي ترددت عن فض الاعتصامين. وردد المشاركون في المسيرة عدة هتافات معادية لوزارة الداخلية والشرطة، فيما رفعوا أعلاماً مصرية وصوراً للرئيس المعزول ولافتات تدعو لعودته لمنصبه.من جهته أعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب تحديه لمن وصفهم بالانقلابيين بالسماح له بتنظيم مظاهرات في ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية لمقارنة حشوده بالحشود التي نزلت يوم 30 يونيو وتصويرها. وقال التحالف -في بيان نشر على صفحة حزب الحرية والعدالة - «إن كنا لا نؤمن بالحشد في الشوارع كوسيلة لحسم الخلاف السياسي، ولا نؤمن إلا بصناديق الاقتراع، فإننا تنزلنا نتحدّى الانقلابيين بما يلي: أن يخلّوا بيننا وبين ميدان التحرير ومحيط الاتحادية يوم الجمعة القادم، 16 أغسطس، ليتظاهر مؤيدو الشرعية سلمياً في المكانين نفسهما اللذين تظاهر فيهما الناس في 30 يونيو وتم تصوير حشودهم، واستُنِد إلى ذلك في اتخاذ القرارات الانقلابية في 3 يوليو». وأضاف البيان «نعدهم بأن يروا من الجموع ما لم تره أعينهم من قبل، بل وما لن تحيط به كاميرات طائراتهم، فليثبتوا لنا صدق رغبتهم في الانحياز للإرادة الشعبية كما زعموا مراراً من قبل».من جانبه قال طارق الخولي وكيل مؤسسي حزب 6 إبريل أنه ليس من حق جماعة الإخوان المسلمين التظاهر في ميدان التحرير، لافتاً إلى أنه لا يمكن غض النظر عن أن جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءها قتلوا وروعوا المصريين. وأشار الى أن قيادات الجماعة مطالبون للمحاكمة في قضايا تخابر لصالح دول أخرى وها يغلق الباب أمام أي حوار عن أن حرية الإخوان تكفل لهم التظاهر في التحرير لأن الحديث عن حرية مجموعة خانت وقتلت المصريين هو ميوعة سياسية. وأضاف الخولي أن أسهم جماعة الإخوان المسلمين ما زلت في هبوط حاد في الشارع المصري مؤكداً أن القوى الثورية لن تقبل باحتلال الإخوان لميدان التحرير.