المشهد المصري اليوم غير قابل للعودة إلى الخلف وعليه أن يختار إما البقاء على وضعه الحالي أو التقدّم ببدء مرحلة جديدة ولذلك نجد أن استمرار الاعتصامات من قِبل جماعة الإخوان المسلمين والمؤيّدون لهم مع ممارساتهم للعنف والسعي إلى إحداث الانشقاق بين أبناء الوطن لن ينتج عنه العودة إلى الخلف أو التقدّم إلى الأمام بقدر ما سينتج عنه جر البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية والتي سيكون من الصعب العمل على إنهائها لما تتمتع به مصر من مساحة شاسعة ومحافظات عديدة، أضف إلى ذلك أن البنية المصرية إذا شهدت الحرب الأهلية فإن ذلك من شأنه أن يكون مهدداً بذلك في أية أحداث قادمة. إن الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين لن يجدي نفعاً، إذ إن أمن الوطن ليس مهماً لديهم بقدر الوصول إلى كرسي السلطة، وإن جر البلاد إلى الفوضى أسهل لديهم بكثير من اعترافهم بالفشل في إدارة الدولة واقتناعهم بأن الفرصة التي أعطيت لهم ذهبت أدراج الرياح بممارساتهم العقيمة والطفولية في إدارة الحكم، أضف إلى ذلك أن ممارسة التحذير والتنبيه وإعطاء الفرصة تلو الأخرى لجماعة الإخوان المسلمين والمؤيّدين لهم من قِبل القوات المسلحة لفض الاعتصامات أمر لن يتجاوب معه الإخوان، إذ إن من شأن ذلك أعطاء حراكهم زخماً وتسهيلاً لهم لتصوير المشهد من جانب واحد تطغى عليه القوة لصالح الإخوان المسلمين. إن الوضع الأمني الحالي في مصر على مفترق طرق؛ إما إعادة الوضع إلى مكانه الطبيعي أو الانزلاق إلى هاوية الحرب أهلية الأمر الذي لن يتم تداركه إلا بإجراءات صارمة من خلال إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول وتشديد الرقابة على قيادات الإخوان و تشديد الرقابة على الحدود المصرية وخاصة مع فلسطين مع إغلاق جميع المعابر وتخصيص معبر رفح لتخفيف الوطأة الاقتصادية على أن يتم فتحه لساعات معدودة في أيام محددة وتحت إجراءات أمنية صارمة حتى يتسنى الحد من تدفق الجهاديين والموالين لجماعة الإخوان المسلمين من قِبل حركة حماس بشكل خاص، مع إغلاق أو تضييق الخناق على جميع القنوات الفضائية التي تمتهن ممارسة العهر الإعلامي محاولة بشتى الوسائل تهييج الشارع المصري ضد القوات المسلحة والدعوة بشكل مبطن إلى الفوضى والعنف. الدولة المصرية اليوم باتت على أعتاب خوض حرب ضد الإرهاب والعنف ولذلك لا بد من استخدام القوة لفض الاعتصامات، إذ إن إعادة الأمن بالهدوء أمر لا ينتج عنه سوى سهولة إعادة الفوضى في أي وقت آخر لكن إعادة الأمن بالقوة سوف يعمل بدوره على وضع عراقيل أمام من يحاول إعادة الفوضى مرة أخرى إلى الشارع المصري.