محروم من لا يستطعم الفرح في أيام العيد فهي أيام البهجة والسرور التي أنعم الله بها على عباده الصائمين الذين تركوا كل ما تشتهي أنفسهم من المأكل والمشرب إيماناً واحتساباً وأنفسهم تتوق إليها رغبة في ما وعد الله به الصائم إنه الاختبار الحقيقي للإيمان الحقيقي، فالصيام شيء خفي بين الإنسان وربه وقد أخفى الله الجزاء عليه ورصده في ميزان حسنات المؤمن. وصيام شهر رمضان حد فاصل بين غفلة عام عن تلمس الخيرات والإكثار من العبادات، إذاً هو تجديد لحياة الإنسان وتطهير من الأدران والذنوب والخطايا، وحياة تجددت تستحق ان يّحتفى بإنجازها ويّحتفل بها وما لبسنا للجديد في العيد إلا لاستشعار هذا التجدد الذي طرأ على النفس والجسد؛ ولو نظر المسلم إلى ما غنمه أثناء الشهر وبعده من المكاسب الكبيرة لتمنى أن السنة كلها رمضان. وهنيئاً لمن كان رصيده مضاعفاً وفرحه متجدداً، فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)؛ فعلى مدى ثلاثين يوماً والصائم في فرح متصل، فالصوم اختبار يومي لقوة إرادة الإنسان وانتصاره على هوى نفسه ولو لم يجن من الفرح سوى إحساسه بقربه من ربه لكفاه. وبعد تحقق كل هذه المكاسب وغيرها ألا يستحق الإنسان أن يفرح ويبتهج ويزداد حمداً وشكراً وغبطة بكرم ربه ويقول من قلب صادق مؤمن لنفسه وغيره كل عام وأنتم بخير. [email protected] تويتر alimufadhi