المشروبات الغازية من أكثر المشروبات شعبية وانتشاراً في العالم، وصارت مشهداً لا ينفصل من المطاعم والمقاهي، بل حتى البيوت صارت ثلاجاتها تمتلئ بأنواع متعددة من المشروبات الغازية، إما لأهل البيت أو لتضييف الضيوف، وبئس الضيافة هذه لو كانوا يعلمون المصائب التي تحويها تلك العلبة بريئة المظهر! ما الذي يحدث عندما تفتح تلك العلبة وتحتسي المشروب الذي بداخلها؟ خلال 20 دقيقة من الشرب تبدأ الأحماض التي يحويها المشروب بمهاجمة أسنانك وتحاول أن تنخرها، وتَكرُّر هذا الشرب يجعل هذه الهجمة لا تتوقف مما يسبب التسوّس. جامعة هارفارد الشهيرة أجْرَت دراسة ضخمة استمرت عشرات السنين على عشرات الآلاف من المتطوِّعين، وأحد أجزاء هذه الدراسة هو مراقبة تأثير المشروبات الغازية على الإنسان، ومن الأشياء المقلقة التي وجدتها هذه الدراسة أن الغازيّات تتفاعل مع المُورِّثات (الجينات) لتزيد احتمالية السمنة خاصة في البشر الذين لديهم أصلاً قابلية وراثية للسمنة أكثر من غيرهم. هذه القابلية الوراثية تختلف حسب العِرق، فبعض الشعوب مثل الأعراق البولينيزية التي تسكن مئات الجُزُر في المحيط الهادئ لديها قابلية أعلى للسمنة من غيرها من الشعوب، ويبدأون السمنة فور ولادتهم، فمثلاً الشعب الذي يقطن جزيرة كيريباتي لديهم نسبة عالية من السمنة، وقرابة ثلاثة أرباع هذا الشعب تعاني السمنة، أما سكان جزيرة ناورو فتبلغ السمنة لديهم قرابة 95%! وهذا لا يقتصر فقط على تلك الشعوب، بل كل شعوب العالم لدى بعض أفرادها قابلية وراثية أكثر للسمنة، والذي تفعله المشروبات الغازية هو أنها تتفاعل مع المورِّثات التي تسبّب هذه السمنة لتزيد قابلية الشخص للسمنة أكثر من تأثير هذه المورثات وحدها. في تلك الجُزُر كانت الجلطات شيئاً نادراً في الذين تقل أعمارهم عن 50، أما هذه الأيام ومع انتشار الطعام الأمريكي بين تلك الشعوب والذي يعتمد على الأطعمة المعالَجة والكثير من الدهون والسكاكر والكيماويات وطبعاً المشروبات الغازية فيقول أطباؤهم إن هذا المرض الخطير بدأ يظهر في الشباب الذين ما زالوا في العشرينات من أعمارهم. المشروبات الغازية جزء أساسي من الطعام الأمريكي ويلومها المختصون الطبيون على انتشار وباء السمنة في أطفال هذا الشعب، فثُلث الأطفال الأمريكان من زائدي الوزن وثلثا الكبار وزنهم فوق الطبيعي. الغازيات تدمر الشرايين، ومشروبات الدايت ليست بديلاً آمناً، ففي يناير عام 2012م نشر باحثون في مجلة الطب الباطني العام نتيجة تجربة أُجريت على 2564 شخصاً، وكانت نتيجة الدراسة أن من يشربون الدايت يومياً أكثر عرضة للجلطة والأزمة القلبية بنسبة 43% من غيرهم. ليس هذا فقط، بل إن شرب الدايت يرتبط بزيادة الوزن! في عام 2011م اجتمع أعضاء جمعية مرض السكري الأمريكية وعرضوا دراسة أظهرت أن من يشربون مشروبات الدايت - التي تحوي سعرات حرارية أقل ويفترض أن تكون أفضل للوزن من الغازيّات العادية- كان محيط الخصر لديهم أكبر من الذين يشربون المشروبات الغازية العادية بنسبة 70%. دراسة أخرى أظهرت أن مشروبات الدايت تضاعف احتمالات الإصابة بأمراض الكلية، وأن شرب علبة واحدة فقط في اليوم تزيد الإصابة بمتلازمة الأيض بنسبة 34% والتي تزيد الوزن وتقرّبك من داء السكري وأمراض القلب. جسمك يستغيث، ارحمه! اقطع هذه السموم واجعله يبدأ التشافي. Twitter: @i_alammar