نعيش فرحة العيد ونلبس الجديد، ولكننا نتساءل بحرقة لماذا تكون أعيادنا جامدة، تفتقد إلى الكثير من الفرح النابع من القلوب المفعمة بالفرح والسرور وليس مجرد الابتسامات العابرة على تلك الوجوه الشاحبة, الكل منا يتساءل لماذا فقد العيد فرحته وخلع ثوب بهجته، وأصبح كسائر الأيام التي تمر بنا مر السحاب، لماذا فقدنا الإحساس على رسم الابتسامة على تلك الوجوه الشاحبة التي تعاني الجمود، ما الذي أفقدنا فرحة العيد هل هو روتين الحياة الممل، هل هي دوامة الحياة الطاحنة، هل هي مظاهر التكلف التي نعيشها ونمارسها حتى في أعيادنا، ما الذي غير النفوس وجعل وسيلة التواصل بيننا مجرد رسائل باهتة تمر عبر وسيلة جامدة تفتقد إلى الإحساس بدفء المشاعر ونبض القلوب تلك الوسيلة المسماة بالجوال أو الهاتف التي قطعت أواصر التواصل وأضفت الجمود على أعيادنا . دعونا نجدد أيامنا ونحن نحتفل بأعيادنا ونجعل العيد مناسبة سعيدة لتلاقي القلوب واجتماع الأقارب والأصدقاء والمبادرة إلى إصلاح ذات البين والتسامح والعفو عن الجميع، دعونا نفتح قلوبنا قبل أبواب بيوتنا لزيارة الأهل والأصدقاء ولمصافحة الأيدي وتقارب النفوس ودفق مشاعر الحب والصفاء وغسل القلوب من أدرانها، دعونا ندخل الفرح والسرور على الجميع، دعونا نزرع الأمل في قلوب أصابها الألم وأحبطها اليأس، دعونا ننفس عن المكروبين همومهم لكي نفرح بالعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة « (رواه مسلم) دعونا نكمل فرحتنا بالعيد بزيارة المرضى في المستشفيات ودور الملاحظة ورعاية الأيتام وتقديم الهدايا لهم وإدخال السرور عليهم، دعونا نتفقد حال اليتامى والأرامل والضعفاء و ندخل السعادة و السرور على قلوبهم، كما نعمل على قضاء حاجاتهم، فالعيد فرصة مناسبة لصفاء القلوب وتنقية الخواطر، العيد فرصة لنشر مبدأ التسامح والعفو عن الجميع، العيد فرصة لنبذ مبدأ القطيعة والهجران حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام « (رواه مسلم) لنبدأ بالسلام ولننشر الفرح والسلام بين الجميع، لنجعل العيد فرصة لصلة الرحم فقطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة قاطع رحم « (رواه مسلم) كما أن صلة الرحم من اجل الأعمال وأفضلها قال صلى الله عليه وسلم : « من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه « (متفق عليه) فصلة الرحم مظنة لطول العمر وزيادة الرزق وتنزل الخير والبركة وما أحوجنا إلى ذلك. ليكن العيد فرصة لاجتماع القلوب وصفاء النفوس وإظهار الفرح والسرور في وحدة شاملة تذيب الفوارق وتزيد من أواصر المحبة وتنشر السلام بين الجميع, والله ولي التوفيق.