تتابع الأحداث المؤلمة على الأمة المسلمة اليوم .. وتقف في مقدمتها وفي بؤرة الأحداث ثورة الشعب السوري على الطاغية النصيري المستبد بشار الأسد، هذا الشعب الصامد الذي يقاتل منذ مايقارب الثلاثة أعوام تحالفا طائفيا دوليا شبيحة الأسد ونصر الله ومالكي العراق وروسيا .. ويتعرض لعملية قمع واسع واستعمال أقصى درجات العنف نحوه .. من قتل واعتقال وترويع وتشريد وهي مأساة إنسانية لا يمكن قبولها ولا يجوز السكوت عنها .. فلابد من تدارك الدماء المسفوكة والأسر المشتتة وحماية الأعراض التي تنتهك وصيانة الأرواح التي تزهق بالحديد والنار .. ومعلوم أن الدم لا يزيد الثورات إلا اشتعالاً .. لامناص من احترام حقوق السوريين وحرياتهم وصيانة دمائهم والاستجابة لمطالبهم المشروعة استجابة صادقة واضحة .. ومع استمرار هذه المأساة والثورة تزداد التساؤلات متى نصر الله ؟ وطبيعي فالإنسان خلق عجولا .. لذا يستعجلون النصر القادم والفجر الآتي .. والنصر مع الصبر .. وللنصر شروط .. ولنتذكر قوله تعالى: { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } 165 آل عمران .. لاشك مايتعرض له الشعب السوري هو عدوان وظلم متكامل الأركان .. ولكن أيضا على الشعب السوري العودة إلى الله والتمسك بأحكامه وتفويض الأمر إليه .. فماوقعت عقوبة الا بذنب ومارفعت الا بتوبة .. ووقوع جور السلطان على الشعب السوري هو من عقوبات المعاصي والذنوب وشؤمها.. والإنسان ليس معصوما من الخطأ فعليه التوبة والعودة إلى الله.. حفظ الله الشعب السوري آمناً حراً عزيزاً كريماً صامداً شامخاً.. وحصنا من حصون الإسلام يقيم شرع ربه ويرفع رسالته السمحة..