هي ليست جزيرة البندقية الإيطالية الهادئة الجميلة. ولا حتى بندقية الجندي الذي ينتمي لجيش يدافع ببندقيته بالذود عن حياض وطنه ومجتمعه, فالقصد, هي البندقية المؤدلجة المستأجرة, بندقية الخارجين على القانون, والمحمولة من كتف لكتف للتأجير لمن يدفع أكثر.. هؤلاء نعرفهم تماما فيما تمثل بالفصائل الجهادية والقاعدة وغيرها, التي تنتقل من مكان لمكان وقت الطلب. وما أكثرهم من خليط أجناس من كافة الملل والهمل الساعين في خراب الأوطان وقد دفع لهم واندفعوا بكل شراسة للترويع والقتل, والأمثلة كثيرة، فيما يجري في الوطن العربي, فمثل هؤلاء باعوا أنفسهم للشيطان في سبيل خراب الأوطان, والطامة الكبرى أن معظم هؤلاء من العرب الذين تدربوا في معسكرات دول احتضنتهم ورعتهم لتحقيق مبتغى أيديولوجيات حزبية مخربة ومناهضة لحكومات بلدانها, مستندة بدول إقليمية ودولية لنشر الفوضى من خلالها, أرادت دولا مثل أمريكا والغرب وإيران أن يكون أمثال هؤلاء القتلة, هم المدخل الرئيس لتنفيذه إيديولوجية معينة مرسومة بخبث. وبغباوة صدق هؤلاء أن ما يقومون به يأتي بصالح معتقداتهم وصالح أوطانهم.. ومن بين هؤلاء أيضا من هم مبرمجين فكريا وعقليا لا يعون ماذا يفعلون بقتلهم لأبناء شعوبهم وخراب أوطانهم. وقد نهى الإسلام السمح عن الإفساد بالأرض, وبكل أسف تم استغلال الدين الإسلامي ذريعة للاستحواذ على الأوطان, من منظور هذه الأحزاب المتلفعة برداء الإسلام, العظيم. وهم ممن يطلق عليهم «جماعة الإسلام السياسي» الذين أقحموا الدين بالسياسة, لتحقيق مآرب شخصية ومطامع دنيوية. والإسلام منهم براء.. لعلكم شاهدتم ما يحصل بمصر وكيف تكشفت نوايا من أراد أن يدخل مصر وشعبها بإرادته وتحت طاعته عنوة. شاء من شاء وأبى من أبى, ولكن مصر رفضت أن يأتي من يكون وصيا عليه, فزمن الوصاية ولى زمانه فسقطت حكومة الإخوان لعدم تمكنهم من إدارة شؤون البلاد. الأمر الذي أحدث مقاومة شرسة باختلاق الفوضى ومن ثم الاستنجاد بالأتباع في مقاومة الجيش والأمن العام في داخل مصر وفي سيناء, هنا نتوق ونمعن النظر فيما يجري بسيناء .وقد هبت فصائل جهادية لمحاربة الجيش المصري وقتل ضباطه وجنوده.. كيف حدث ذلك؟ لم أذهب بعيدا حينما جعلت عنوان المقالة - البندقية المؤدلجة، لكن هذه المرة ليست مدفوعة الثمن ولكنه الثمن المعنوي التبرع الذاتي والعمل الولائي الميداني لإخوان مصر من قبل الفصائل الجهادية الفلسطينية امستدعاة على عجل. نصرة لإخوان مصر. كيف يسقط الإخوان الحالمين بمجدهم ومدهم الأصولي الضلالي! ومن خلال هذه النظرة البائسة لما يحدث بالوطن العربي, تكاد الرؤية أن تكون قاتمة في انسداد الأفق العربي في مشهده الراهن, من العراق للبنان لسوريا, لما يحصل بمصر حاليا وتسيد أتباع الإخوان للميادين وسد الطرق. إلى ما يحدث باليمن حيث الحراك الحوثي, وهذه الزمرة الأخيرة هي الحاملة للبندقية الإيرانية وفق الطائفة والعقيدة الاثني عشرية.. العابثة بأمن اليمن. حتى أنها تجرأت ومنعت صلوات التراويح في هذه الشهر الفضيل رمضان في المدن الواقعة تحت سيطرتها. البندقية المؤدلجة القاتلة،المؤجرة، هي ليست وليدة فكرة اليوم؛ بل أضحت تجارة رابحة وبئس من تجارة عند قتلة مستأجرين لا يتورعون من إراقة دماء مسلمين آمنين. حتى في رمضان الكريم في أوطانهم وغيرها, خدمة لأسيادهم الذين دفعوا بهم لأتون حروب وصراعات قاتلة, ما أنزل الله بها من سلطان حينما يقتل المسلم أخيه المسلم دون ذنب اقترفه. وإنما هو تحقيق رغبة حزبية طامحة في تحقيق مرادها السيئ ظلما وعدوانا.. وعلى الباغي تدور الدوائر. ولله الأمر من قبل ومن بعد. [email protected]