منذ سنوات والدول الغربية تعاني من ويلات الإرهاب، من خلال عمليات التفجيرات التي لا تخلو منها دولة غربية، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر تعتبر هي الأكبر والأفدح ولاسيما أنها وقعت في الدولة الغربية الكبرى التي ينظر إليها بأنها قبلة الديمقراطية في العالم، وبعد هذه الأحداث التي وقعت في الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبح للإرهاب رسمة خاصة لا تنطبق إلاّ على من ينتسب للإسلام، فأي مسلم يرغب القدوم لأي دولة غربية لابد من يخضع إلى أشد التحريات والتحقيقات، للتأكد من شخصيته وبأنه ليس له علاقة بالجماعات الإرهابية، ولا يتوقف عند هذا الأمر بل حتى عند منحة تأشيرة الدخول يخضع إلى تكرار السناريو الذي مر به عند أخذه التأشيرة، وهذا الإجراء من حقهم ولا اعتراض عليه، ولكن المؤلم أن تصنيف الإرهاب يتم عبر الأهواء والمصالح فإرهاب الدولة خارج تصنيف الإرهاب، وهذا ما يحدث في المشهد السوري الذي يتعرض لأكثر من سنتين إلى أبشع أنواع الإرهاب والغرب لا يحرك ساكناً، القتل عنده إذا كان من خلال السلاح الكيميائي فهو خط أحمر لا يمكن تجاوزه ولا السكوت عليه، أما إذا كان خلاف ذلك فالأمر متاح ولا اعتراض عليه، هذا الموقف هو الذي يتيح الفرصة للإرهابين وحتى الذين ليس لديهم نزعة إرهابية نتيجة القهر والتهميش وتخاذل المجتمع الغربي والذي يفسر بأنه متفق عليه بين دوله، فتجد دولاً تطالب بتسليح المعارضة ودول أخرى ترفض ذلك، وعندما أو همت العالم أخيراً بأنها متفقه على تسليحها فاجأ العالم الموقف الفرنسي الذي يرفض تسليح المعارضة، وهذا يؤكد ما أشرت إليه بأنه متفق عليه وخلاصة القول إن الغرب له دور أساسي في إطالة أمد الحرب في سوريا لتحقيق الكثير من مصالحه، وأهمها المحافظة على أمن إسرائيل التي وجدت في حكم آل أسد خلال الأربعين السنة الماضية ،كذلك رغبتهم في إنهاء قوة الجيش السوري الذي يعتبر من أقوى الجيوش العربية، وهذا الذي يجعلهم يتذرعون بأنّ دعم المعارضة بالسلاح قد يقع في يد الإرهابين ونسوا أنهم هم من أتاح الفرصة أن تكون الظروف مناسبة لوجود إرهابين في الوضع السوري لتأخرهم ومماطلتهم في معالجته الذي فضحهم أمام العالم، بأن دول الغرب هي التي توجد المناخ المناسب الذي يولد الإرهاب والذي من أسبابه التناقض بين الأقوال والأفعال. والله من وراء القصد...،،، [email protected]