أ. بثينة السيد العراقي صدر لها كتاب بعنوان (من ثمرات بر الوالدين)، صدر عن دار الحضارة للنشر، تقول فيه: البر اسم جامع للخير، وهو ضد العقوق، ومعناه الصلة وفعل الخير والتوسع فيه، واللطف والطاعة. قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (23) - (24) سورة الإسراء. ولقد أعد الله للوالدين منزلة عالية ومكانة فضلى، وفرض لهما حقوقاً كثيرة.. كيف لا والوالدان مركز العاطفة الجياشة، لا تعبر عنها الكلمات مهما كانت بليغة، وبصفة خاصة الأم. الأم هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود، هي المرشد إلى طريق الإيمان والهدوء النفسي، وهي المصدر الذي يحتوينا؛ ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة. هي إشراقة النور في حياتنا، ونبع الحنان المتدفق، بل هي الحنان ذاته يتجسد في صورة إنسان، هي المعرفة التي تعرفنا أن السعادة الحقيقية في حب الله، وهي صمام الأمان. وتحت عنوان (فضائل البر) تقول المؤلفة: من حظي بالرضا فقد فاز بكل خير، وليس بعد الرضا شيء، ولا يساويه أمر، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يعظم الله رزقه، وأن يمد في أجله، فليصل رحمه». وفي رواية للبيهقي: «فليبر والديه وليصل رحمه».. وبر الوالدين هو في الحقيقة شكر الله: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}. فمن كان باراً بوالديه كان شاكراً لهما، ومن كان شاكراً لهما كان شاكراً لله.. ومن كان شاكراً لله فهو من أهل الزيادة.