في يوم مشهود لم تغب عنه الشمس، قام المصريون بالإطاحة بأول رئيس منتخب بعد سنة من حكمه للبلاد الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين. لم تمر العاصفة بسلام في يوم 30 يونيه، حيث خرج الملايين من جميع شرائح المجتمع المصري في ميدان التحرير الذي شهد إطاحة الرئيس محمد حسني مبارك، وعلى الجانب الآخر كان ميدان رابعة العدوية يشهد أنصار الرئيس محمد مرسي، فقد احتشدوا جميعهم في تلك الساحة للوقوف في وجه العاصفة الجماهيرية المصرية. خلال عام كامل تربع (الإخوان المسلمين) على عرش مصر وأصدرت قرارات بينها الايجابي والسلبي. وفي مقال سابق تحدثت بأن الاخوان المسلمين امام تجربة سياسية حقيقية في حكم مصر، سيما وأن مصر تمر بأزمة بعد ثورتها العظيمة (25 يناير). لعب الجيش المصري دورا مهما في تأمين ثورة 30 يونية، وأنزل الأعلام المصرية من طائرة الاباتشي- الهليكوبتر التي كانت تحوم فوق سماء ميدان التحرير ليبث روح الثقة والامان لدى المتظاهرين. فبدأت أعداد المتظاهرين يزيد ليصل إلى 3 ملايين وما فوق، وتدخل مصر وشعبها التاريخ مرة أخرى من باب أوسع. ووصلت الرسالة ليخرج الرئيس الأمريكي باراك اوباما بتصريحاته الباهتة حول تلك اللحظات التاريخية، والتي يصعب على المحللين وقارئي الاحداث قراءتها وتحليلها. بعد قراءة عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري للبيان التاريخي الذي كفل حقوق الشعب المصري الثائر بساعات قليلة، بعث خادم الحرمين وسمو ولي عهده ببرقية تهنئة إلى القيادة في مصر مهنئين ومشيدين بالحكمة والتعقل التي حفظت لكل الأطراف السياسية حقها في العملية السياسية مدركين بضرورة الاستقرار السياسي وأهميته في مصر المحروسة؛ لانها تمثل العمق الاستراتيجي لأمن المنطقة العربية والخليجية على حد سواء. بعد خمسة أيام على توليه الرئاسه أعلن الرئيس الانتقالي عدلي منصور الإعلان الدستوري المنتظر، وحدد فيه مهلاً لتعديل الدستور خلال نحو أربعة أشهر ونصف، وإجراء الانتخابات البرلمانية خلال ستة أشهر تولي عدلي منصور مهامه الرئاسية الانتقالية- متماشياً مع مطالب المصريين بتحديد مُهَلٍ زمنية للخروج السريع من الأزمة وتخطي الأحداث في الساحة المصرية. وتعهد منصور بطرح التعديل الدستوري على استفتاء شعبي، وستتم الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية عقب انعقاد البرلمان الجديد. بهذا أعلنت أرض الكنانة قدرتها على الخروج من الأزمة وويلات الفتن والإخوان المسلمين إن لم يشاركوا المصريين بمرشح جديد وتتحول الفوضى والغوغاء إلى حرب باردة حقيقية ديدنها البقاء للأفضل، ومن نادت به صناديق الاقتراع فإن عجلة التاريخ ستطحنهم وتضيع الفرصة مرة أخرى، فلا زالت لديهم الفرصة مرة أخرى للدخول لعرش مصر المحروسة بعد80 عاما. والله الموفق،، [email protected] @turkialmouh