فاصلة: (لو كان هناك فن لا بد من أن يدرس في المدارس فليكُن التأمل) حكمة صينية تحمل قناعات البعض عن التأمل معلومات غير صحيحة فالبعض يعتقد أنه نوع من الطقوس الغربية والتي ربما تتعارض مع ديننا مع أنه مرحلة عالية من الوعي، ومنذ آلاف السنين تمارس في المسيحية والبوذية والهندوسية والإسلامية وتختلف مسمياتها، مثل التأمل، التحنث، الصمت، التعبد، التدبر، التفكر، الأذكار، وكلها تصب في مفهوم واحد وهو الوصول لمرحلة الصمت، فالصمت مرحلة عالية من الوعي والتواجد في اللحظة حيث الحقيقة والاتصال بالمصدر. هذا ما تعلمته قبل أسابيع حين التحقت ببرنامج تدريبي بعنوان «التأمل.. طريق الوعي» مع المدرب رائد الدوسري. الفكرة الرئيسية التي أبهرتني في البرنامج هو أن التدريب على التأمل ليس فقط لطرد الأفكار بل لاكتساب الوعي. تخيلوا لو أننا علمنا الأطفال في المدارس التأمل كيف بالإمكان أن تتشكل شخصياتهم! سوف يحسن التأمل من إبداعهم ويحسن تركيزهم ويقلل مستوى التوتر ويتيح تفاعل أفضل مع أصدقائهم. التأمل ليس مجرد لحظات من الصمت إنما هو طريق لوعي الإنسان بذاته وأفكاره تعلمت في البرنامج معنى أن يعيش الإنسان اللحظة فلا ينتكس للماضي أو يقفز للمستقبل فلا يعيش لحظته ويفقد المتعة والبهجة في حياته. نحن نبدو مشغولين حتى عن أنفسنا ونحتاج بالفعل إلى التأمل إلى الوعي بأفكارنا ومشاعرنا وبعالمنا وبعلاقاتنا. نحتاج أن نسأل أنفسنا على ماذا نركز في حياتنا وهو سؤال عميق يمكن للإنسان أن يجعل المعرفة التأملية تجيب عليه لأنها التي سوف تغير الحياة للأفضل. [email protected]