يشكو كثير من الخليجيين -ومنهم سعوديون بالطبع- من المضايقات والاستفزازت التي يواجهونها في بلدان «الهجرة السياحية» التي تمتد عادة إلى أربعة أشهر عند الموسرين الذين يتركون بلدانهم هرباً من الحر المزعج. وهذا حق من حقوقهم طالما هم قادرون على تغطية رحلاتهم المكلفة، إلا أن الذي يثير مواطني الدول التي تستضيفهم هو حالة الاستعراض والتباهي التي تصل إلى حد الاستفزاز. وقد أخذ الأوربيون يتعاملون مع ظاهرة استعراض الخليجيين لسياراتهم الفارهة في شوارع المدن الأوروبية بنوع من الاستخفاف والاستهجان، واعتبروا ذلك استعلاءً وسلوكاً غير حضاري وتعويضاً للنقص الذي يشعر به من جلبوا تلك السيارات التي يتجاوز سعر الواحدة منها أكثر من مليون ريال فضلاً عن أجور شحن تلك السيارات التي أصبح وجودها ظاهرة في شوارع ومناطق لندن، إذ يتباهى أصحابها بالوقوف في الساحات المحيطة بوميلدون حيث تقام مباريات بطولة كرة المضرب وريوال أسكوت ميدان سباق الخيل ولوذرتيست ملعب بطولات الكريكت، إضافة إلى شوارع وسط لندن أمام الفنادق الضخمة والكبيرة كفندق بارك لين ومتاجر نايتسبريدج. طبعاً إخواننا الخليجيون يتباهون ويتبارون مع بعضهم البعض ولا فرق بين سعودي وقطري وإماراتي، ما أعطى البريطانيين بالذات صورة سيئة عن المواطن الخليجي الذي يتميز بسياراته، أما سلوكه فقد وفرَّ للخزينة البريطانية أموالاً إضافية نتيجة فرض الغرامات على الوقوف الخاطئ والسرعة والضوضاء التي يثيرها هؤلاء المتباهون...!! بدلاً من أن نحمد الله الذي أتاح لنا أن نقوم بهذه الرحلات السياحية، نزعج من يستضيفون هؤلاء «رحالة الصيف» الذين أصبحوا ضيوفاً ثقلاء رغم الأموال التي يصرفونها والتي تتناثر على طاولات الكازينوهات والمطاعم وعلى الطرقات بسبب ما تفرض على سياراتهم من غرامات باهظة. هؤلاء الضيوف الثقلاء يشكلون عبئاً إضافياً على غيرهم من أبناء الخليج الذين يذهبون للسياحة ويتصرفوا كسواح حضاريين، إذ يساوي الأوروبيون بينهم وبين المتباهين المستعرضين بسياراتهم بعقول فارغة ومحفظات مكتنزة. [email protected]