أكد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن أن إدخال المواد العلمية في المعاهد العلمية في المرحلة المتوسطة والسنة الأولى ثانوي أسهم في عودة نمو أعداد الطلبة في هذه السنوات. وقال د. الميمن في حوار مع «الجزيرة» أن المعاهد العلمية جزء من مؤسسات التعليم في المملكة وتتبع السياسة العامة للتعليم ولكن لها خصوصيتها، مشيراً إلى أن من الخطوات التطويرية المهمة التي يتم اتخاذها في المعاهد العلمية هي تطبيق الفصول الذكية ذات التنظيم التقني والإدغاري.. وفيما يلي نص الحوار: * ما عدد المعاهد العلمية في المملكة وعدد طلابها الملتحقين فيها؟ - يبلغ عدد المعاهد العلمية في كافة مناطق المملكة (65) معهدا في الوقت الحاضر, ويوجد عدد منها في مرحلة الإنشاء , ويتجاوز طلابها (20000) طالب. * ما الأسباب الرئيسة وراء قلة الإقبال على المعاهد العلمية كما كان في السابق؟ - قد يكون التوسع في القبول من المدارس الأخرى في المناطق والمحافظات في ظل الدعم الكبير الذي يلقاه التعليم من قيادتنا الرشيدة -وفقها الله- خاصة في الأقسام العلمية بمدارس المرحلة الثانوية أحد أهم أسباب ذلك، إلا أن المعاهد العلمية واكبت ذلك بعد صدور الأمر السامي الكريم القاضي بإدخال المواد العلمية في المعاهد العلمية في المرحلة المتوسطة والسنة الأولى الثانوية مما أسهم في عودة نمو أعداد الطلبة في هذه السنوات الدراسية مع احتفاظ المعاهد العلمية بخصوصيتها في مناهجها الدراسية المتميزة ولله الحمد. * يرى البعض أن مناهج التعليم الشرعي في المعاهد العلمية تغيرت عن ذي قبل.. فما مدى صحة ذلك؟ - المعاهد العلمية جزء من مؤسسات التعليم في المملكة وهي تتبع بالتالي للسياسة العامة للتعليم، كما جاء ذلك في وثيقة سياسة التعليم في المملكة، وهذا في الجملة إلا أن المعاهد العلمية لها خصوصية حيث كانت سابقة في النشأة على كل مؤسسات التعليم الأخرى، كما أنها تتميز في العلوم الشرعية والعربية والاجتماعية على غيرها من مراحل التعليم العام التابعة لوزارة التربية والتعليم, وقد نص القرار السامي الذي قضى باختصاص الجامعة بالإشراف على هذه المعاهد بإدراج المناهج التطبيقية كجزء من المناهج، وأن تقرب إلى مناهج التربية والتعليم دون أن تؤثر على هوية هذه المعاهد وقوتها، بل طورت الجامعة مناهج العلوم لشرعية بما يخدم متطلبات العصر مع المحافظة على أصالتها وثوابتها الراسخة. * تعرضت المؤسسات الشرعية التي تحتضن الناشئة لحملات ظالمة وصفتها بأنها منبع للغلو والتطرف والتشدد.. فماذا عملت المعاهد العلمية لحفظ شبابها من الانحرافات الفكرية؟ - ذكرتم أن المؤسسات الشرعية تعرضت لحملات مغرضة ومعلوم أن ذلك يهدف إلى الإساءة لها وللدولة إلا أن ثوابتها ومناهجها القوية التي حظيت بثقة ودعم ولاة الأمر - حفظهم الله- جعلتها راسخة أمام تلك التيارات بجهود المخلصين من أبنائها وقياداتها المسددة، التي عملت على تتبع كل من يسيء إلى عقيدتنا وأمن وطننا سواء من خلال التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية كموقع تويتر أو غيره، وكشف هذه المحاولات التي لا تخدم سوى جهات خارجية مجهولة، وستظل هذه المؤسسة متمسكة بمنهجها ومهتمة به لما فيه من دعم للعقيدة والوطن وأمنه، و للجامعة جهود كبيرة في حماية أبنائها من ذلك خاصة فيما يتعلق بمكافحة الفكر الضال والمتطرف بالعديد من البرامج المتنوعة كالنوادي الصيفية والمؤتمرات والدورات المتخصصة في الأمن الفكري، والمشاركة الفاعلة المؤثرة مع الجهات والمؤسسات الأخرى. * هناك من ينادي بإغلاق المعاهد العلمية لانتفاء الحاجة لها في الوقت الحاضر.. فكيف ترون ذلك؟ - تظل المعاهد العلمية تسهم وبجدارة في تأهيل أبناء وطننا الغالي في المجالات الشرعية كالقضاء بمختلف مجالاته والحسبة والدعوة والتدريس ولا تستغني بلاد الحرمين الشريفين عن خريجي المعاهد العلمية وستظل المملكة العربية السعودية رمز الإسلام والمنهج الوسطي المعتدل المحافظ على ما كان عليه السلف الصالح وبدعم من قادة هذا البلد منذ تأسيسها على التوحيد على يد المؤسس -رحمه الله-، وحفظ الأمانة من بعده أبناؤه البررة الذين أكملوا المسيرة بصدق وإخلاص محافظين على منهجية الدولة التي وضع رحمه الله أساسها لا يضرهم من ضل وانحرف عن جادتهم المستقيمة، حتى عصر الخير والنماء والصدق والإخلاص مع قائد مسيرة التنمية والعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز (حفظهم الله) ومعاهد تقوم على ثوابت المملكة لا يمكن أن تتأثر بمثل هذه الظروف التي ستزول وتعود إلى الأسس. * في الوقت الذي يطالب به البعض بإيقاف الدراسة بالمعاهد العلمية، ينادي آخرون بفتح معاهد علمية للفتيات.. فهل تفكرون في ذلك؟ - من قال إن هناك مناداة بإيقاف الدراسة كما ذُكر في السؤال، وسائل الإعلام الرسمية وغيرها من الوسائل الموثوقة لا تجد فيها مثل هذا الكلام، بل إن هناك في عدد من وسائل الإعلام مطالب بفتح مزيد من المعاهد والجامعة تعكف على دراسة ذلك لتحقيق تلك الرغبات. أما ما يخص إنشاء معاهد علمية للفتيات فهي فكرة سبق أن رفعت للجامعة من راغبين وراغبات وتمت دراستها في بعض اللجان المختصة ولم يتم اتخاذ شي رسمي وإجرائي بشأنها لكنها تظل فكرة معروضة وعندما ترى الجامعة أهمية وضرورة ذلك فستتم الإجراءات اللازمة لذلك وفقاً لما يحقق الأهداف المأمولة من ذلك في هذا الوطن المبارك. * هل يوجد معاهد مماثلة في العالم الإسلامي للمعاهد العلمية، وهل ثمة تعاون بينكم وفيما يكمن؟ - يزخر العالم الإسلامي بمعاهد متخصصة ولكن أنموذج المعاهد العلمية في المملكة أنموذج فريد شرف بتأسيس مؤسس المملكة العربية السعودية له حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز ودعمه أبناؤه من بعده (رحمهم الله جميعاً) حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز (حفظهم الله وأيدهم) والجامعة بمعاهدها لا تتردد بمدّ خبراتها إذا طلب منها ذلك وفق الإجراءات النظامية التي تنّظم التعاون بين المؤسسات التربوية داخل المملكة وخارجها. * ما العلاقة بين المعاهد العلمية في المملكة، والمعاهد التابعة للجامعة في خارجها؟ - العلاقة وثيقة جداً، فمعاهد الجامعة في الخارج تقوم على مناهج شرعية وعربية وتربوية وعلوم طبيعية مشابهة للمعاهد العلمية إلى حد كبير، بل وتدرّس بعض مقرراتها في تلك العلوم، ما أن المعاهد العلمية تمد تلك المعاهد بالمدرسين المتخصصين في مختلف التخصصات عبر آلية وتنظيم يتيح تبادل الخبرات في الداخل والخارج وكذلك الإفادة من الإداريين والإفادة من المقررات الدراسية وما يتعلق بها من مصدر التعلم، وتسعى المعاهد العلمية -وفق توجيهات معالي مدير الجامعة- إلى بذل المزيد من أوجه التعاون والمشاركة الفاعلة تحقيقاً لرسالة الجامعة وأهدافها. * ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟ - من الخطوات التطويرية المهمة التي تم اتخاذها في المعاهد العلمية هي تطبيق الفصول الذكية ذات التنظيم التقني والإداري، ومن ذلك تزويد الفصول الدراسية بأحدث أجهزة البروجكتورات والسبورات الذكية وأيضا تزويدها بأجهزة كمبيوتر محمول حديثة لبناء الدروس التفاعلية من خلال أهم وأحدث البرامج التعليمية الداعمة للتقنية الحديثة وليتم عرضها على الطلاب بأحدث الوسائل التقنية كشاشات العرض والسبورات الذكية وكذلك افتتاح المراكز الحديثة لمصادر التعلّم وقد تم بالفعل وضع خطة لتجهيز المعاهد العلمية بهذه المراكز وتم افتتاح المركز الأول في معهد الدرعية ويتوالى تجهيز باقي المعاهد في كافة المناطق إن شاء الله تعالى وفق خطة مرحلية منظمة.