بدون حياء، يكرر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، بأن: «العنف فى سوريا سببه السعودية»، وذلك إثر تصريح وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل بعد محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بأن المملكة لن تقف مكتوفة حيال ما يجرى فى سوريا، التى وصفها بأنها: «أصبحت أرضاً محتلة»؛ ليتجاوز إعلام نظام الأسد تاريخاً مرعباً من المجازر، والقتل، والتعذيب؛ حتى في السجون المكتظة، والدهاليز المظلمة، والتي حصدت أرواح السوريين -بشكل يومي- بلا شفقة، أو رحمة؛ حتى قارب عدد القتلى المائة ألف، أو يزيدون. عن أي عنف يتحدث وزير الإعلام السوري، وحديثه عن الحسابات السياسية بات فارغاً من أي مضمون أخلاقي، باعتبار أن نظامه الدموي الظالم، يمارس المذابح، والمجازر الوحشية ضد شعبه الأعزل إلا من إيمانه، من خلال سيكيولوجية النظام الدموية، وأدبيات حزبه البشعة، التي فاقت قسوته كل التصورات، والتوقعات. أولست معي، أن هذا وحده كاف؛ لنثبت أن ممارسات النظام الإجرامية من أعظم الفساد في الأرض، بل وتذكرنا بجرائم التتار، والنازيين، والفاشيين، وتضاهي جرائم الأنظمة الإسرائيلية على مر العقود. ثم إن إرهاب النظام، وعنفه، واستخدامه لمختلف صنوف الأسلحة ضد شعبه الأعزل، هو الذي رعى تنظيمات إرهابية متطرفة تتبع تنظيم القاعدة؛ ليدفع بها -في فترة مضت- نحو العراق، ولبنان. ألم يرفض النظام السوري التعاون مع المجتمع الدولي، ولم ينصع للقرارات الدولية، من خلال مراوغته، وتعنته، والتفافه المستمر على المُهل التي تعطى له؛ لحل الأزمة، الأمر الذي نتجت عنه نتائج خطيرة على الأمن، والسلم الأهلي، وما تبع ذلك من اضطراب طائفي إقليمي، حين استهدف مناطق ذات صبغة طائفية معينة، بل وعمد إلى بث الدسائس، والمؤامرات، وحاول تصدير العنف إلى دول الجوار. أقول هذا، ولا أزيد، فما بين السطور يفي بالرسالة، وما يرتكبه النظام الوحشي في سوريا من جرائم ضد الإنسانية، تشهد بأنه خائن لوطنه، وشعبه، الذي قام بثورة مشروعة وفق كل القوانين، والمواثيق الدولية؛ لكنه -مع الأسف- بات محاصراً بين مجازر النظام، وصمت العالم الرهيب أمام قضاياه الإنسانية. [email protected] باحث في السياسة الشرعية