غنى كأنه في العشرين، كأنه في ربيع عطائه وحيويته، بل هو كذلك، في تقاسيم وجه لاحظت خبرة النصف قرن وانعكاساتها على مسيرته، يقول سابقاً: الفنان لا يعتزل مهما تقدم عمره.. يستشعر دوماً أهميته ومكانه ومكانته الفنية، ويشعرنا -نحن- بأن الفن لايزال في خير ما زال محمد عبده. كانت مهمتي في حفلة العودة والتي نظمتها شركة روتانا احتفاءً و احتفالاً بفنان العرب وسيد المسرح محمد عبده؛ وشهدت تفاصيلها إمارة دبي الإماراتية، متابعة تفاصيل تحركات وتفاعلات وانفعالات وأحاسيس فنان العرب، لاحظت فيه من خلال متابعتي بأن محمد عبده يحمل لواء الأغنية العربية بكل قدرة واقتدار، لاحظت كمية الأحساس، وقمة العطاء. من قال إن فنان العرب لم يعد قادر على العطاء مخطئ بعد مرضه الأخير.. وأنا واحد منهم، شاهدت في حفلة العودة مدى التفاعل بين الجمهور وفنانهم الأول، لاحظت قمة العشق والألفة والحب والتفاعل، من هنا آمنت بأن صوت فنان العرب يصلح ويصح لكل زمان وأعمار.. في حفلة العودة، كان هناك من بلغ من العمر مبلغه ومن هم لا يزال في ريعان شبابه، من الجنسين، يردد أغاني فنان العرب بكل حرف ونغم. لكن الأكيد أن 90% من الجمهور الذي حضر الجفلة كان من الشباب و بمتوسط أعمار لم تصل الثلاثين، كانوا يرددون مع فنان العرب كل كلمة ينطقها، ويسير معه بكل حرفية، هنا وقفت أكثر احتراماً و اعتزازاً لتاريخ فنان العرب، في أربع ساعات طربية منوعة، وعلى مدى وصلتين غنائية فصلت بينهم استراحة تغنى وغنى فنان العرب محمد عبده ب 16 أغنية، كانت على التوالي (استحالة أنساك) و (قسوة) و (أشوفك كل يوم واروح)، وأغنية جديدة لأول مرة يطلقها وهي (ذكراك) من كلمات أسير الرياض وألحان عبدالله الرويشد، كما تغنى بأغنية (لا تسرق الوقت)، إلى جانب أغنية (انت معاي) توسطها «موال»، ومن ألبومه الجديد (نجم عالي)، وكذلك أغنية (حبيب الحب) و (أيوه) و (بعلن عليها الحب، و (المعازيم) وفيها «موال»، ثم تغنى (ليلة خميس)، وكذلك أغنية (الله جابك)، ثم أغنية (مجموعة إنسان) ختمها بموال، ثم غنى (على البال)، ليختم بعدها فنان العرب (لنا الله) حفلة العودة.