في عدد جريدة الجزيرة الغراء 14845 تاريخ 11 من شعبان 1434ه قرأت ما كتبه الأستاذ محمد عبدالله الفوزان من محافظة الغاط بعنوان لماذا نعزو كل أنواع الفشل عندنا إلى العين وتعقيبي على ما ذكره الفوزان من أن الحسد ليس له علاقة بالعين فالحاسد ليس عائناً بالضرورة وكذلك العائن ليس حاسداً بالضرورة إلى أن قال الحساد كثيرون وشرورهم كثيرة وأولهم إبليس لعنه الله أما العائنون فهم قلة قليلة جدا وهبهم الله خاصة الإصابة بالعين دون الناس فلا يستطيع أي إنسان أن يصيب بعينه إذا لم تكن عنده هذه الخاصية وقال أيضا العائن ليس حاسداً بالضرورة وسبب الإصابة بالعين هو إعجاب العائن ولفت نظره في شيء من المعيون مثل جمال بشرته أو إكمال صحته أو غير ذلك والعائن لا يستطيع التحكم في الإصابة بعينه أبدا وربما أن العين تخرج منه فيصيب المعيون وهو لا يدري أو يشعر وقال إن الجن لا تصيب الإنسان بالعين حيث لم يثبت ذلك من الكتاب والسنة. أولاً ليس صحيحاً من أن الحسد ليس له علاقة بالعين بل له علاقة بالعين والدليل على ذلك ما قاله الإمام بن حجر في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري العين نظر باستحباب مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للنظور منه ضرر وفي الطب النبوي للإمام بن القيم الجوزيه أن نفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌوَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ}سورة القلم (51-52) وقال {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} إلى آخر السورة فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود. انتهى وأخرج الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحهما والحاكم أن العين عينان عين إنسية وعين جنية فقد صح عن أم سلمة إذ النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سقفة فقال استرقوا لها فإن بها النظرة يعني من الجن يقول بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح وعن جابر يرفعه إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر أخرجه البزار بسند حسن وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان أخرجه الإمام الترمذي وحسنه وأن العائنين قلة قليلة جداً وقد وهبهم الله خاصة الإصابة بالعين بل إنهم كثيرون جدا ولم يهبهم الله هذه الخاصية لأن الله سبحانه وتعالى لا يهب لأحد خاصية فيها أذى لأحد من الناس. وعن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس يعني العين أخرجه الطيالسي في مسنده والطحاوي في المشكل وإسناده حسن ذلك الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 747 وعن ابن عباس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغتسلوا أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وتأثير العين أو العائن أو الحاسد إنما يكون بمشيئة الله سبحانه وتعالى قال تعالى في سورة التوبة {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا} سورة التوبة (51) وأعود إلى الحديث الذي رواه أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت أخذهما وترك سواهما أخرجه النسائي وابن ماجه وحسنه الألباني في الكلم الطيب وفي الوقاية من العين ما أخرجه الإمام أحمد رحمه الله وصححه الألباني في كتاب الكلم الطيب قوله صلى الله عليه وسلم «إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فإن العين حق أي بقول اللهم بارك أو يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله كما قال تعالى في سورة الكهف {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} سورة الكهف (39) هذا ما تيسر لي بيانه حول هذا الموضوع والله ولي التوفيق. محمد بن فهد العتيق - الرياض