طالب الجامعة يجهز نفسه بالعلم والمعرفة استعداداً للحياة العملية وظيفياً ومهنياً، واستعداداً للحياة الاجتماعية في عائلته الأم أو في أسرته الخاصة التي يسعى إلى تكوينها، وفي مجتمعه مع زملائه وأقرانه. وهو في الوقت نفسه يجب أن يكون مكتسباً للمهارات وسمات الشخصية التي تمكنه من تحقيق النجاح في مستقبل حياته بكفاءة وتميز، حيث إن الحياة الجامعية مرتبطة بالحياة العملية من حولنا، وانتقال طالب الثانوية إلى رحاب الجامعة وما يميزها في طريقة الدوام، وطبيعة المواد الدراسية، وطريقة المعلمين تختلف عن تلك التي تعودها في الثانوية مما يبرز عدداً من المسائل المهمة: 1- تسهم الجامعة في النمو العلمي والمعرفي للطالب.. من خلال القاعات الدراسية والمناهج العلمية. 2- في المجتمع من حولنا تقام العديد من الدورات التدريبية التي توجه للجمهور في مجال تطوير الذات وتنمية الشخصية، وتكون مأجورة بمبالغ كبيرة، ومن باب الحرص على الطالب في مستقبل أيامه فالأولى أن تقوم الجامعة بتقديم هذه الدورات له داخل الجامعة تهيئة له ما يساعده على اقتحام ومجاراة الحياة العملية والاجتماعية فيما بعد. 3- تسهم الجامعة في تعويد الطالب على ممارسة بعض المهارات الاجتماعية وإشباع الحاجات النفسية من خلال الأنشطة اللاصفية، ولكن الإقبال ضعيف جداً. 4- الوقاية خير من العلاج، هذا هو المبدأ المتعارف عليه عبر الأجيال، وكلما استطاع المجتمع أو المؤسسة أيا كانت أن تتقن الوقاية في برامجها التنفيذية كلما وفرت الكثير من الجهد والمال والوقت، ولذا فإن الطالب يحتاج إلى المهارات التي تقيه من التعثر الدراسي، وتقيه من الانحراف السلوكي، وتقيه من الوقوع في الاضطرابات والتوترات النفسية، وتقيه من ضياع الوقت وفقد القيمة أو تضييع الفرص الأكاديمية، ويحتاج المهارات التي توفر له الوقت والجهد في اتخاذ القرارات وتنفيذ البرامج الشخصية.