تعتبر الطاقة من أهم عوامل تقدم البشرية ورقيّها على مر الزمن، فقد سعى الإنسان إلى تملك الطاقة بصورها وأشكالها المختلفة والبحث الدائم عن مصادرها. وقد ارتبط مفهوم الطاقة بشكل عام بالمادة التي أينما وجدت فلا بد من وجود الطاقة. أكوا باور التي تأسست عام 2004م استطاعت أن تحقق نجاحاً ملموساً خلال سنوات قليلة، من خلال مساهمتها في تحقيق تنوّع في قطاعات الطاقة والكهرباء بهدف مواكبة الطلب المتزايد والتركيبة السكانية المتغيرة. «الجزيرة» التقت الأستاذ محمد عبدالله أبونيان رئيس مجلس إدارة الشركة وكان الحوار التالي: بداية عرّفنا بشركة أكوا باور ورؤيتها؟ - شركة أعمال المياه والطاقة الدولية (أكوا باور) هي مطور ومستثمر ومالك ومشغل لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة، وبقدرة إنتاجية متعاقد عليها تبلغ 15,731 ميغاوات من الكهرباء و2,4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، وبقيمة استثمارية تتجاوز 86,25 مليار ريال سعودي ويعمل بها أكثر من 2,300 موظف. تأسست الشركة في المملكة العربية السعودية، كشركة مساهمة مغلقة برأس مال وقروض مساهمين تبلغ 5,25 مليارات ريال سعودي، مملوكة من قبل ثماني شركات سعودية بالإضافة لشركة سنابل للاستثمارات المباشرة، الذراع الاستثماري لصندوق الاستثمارات العامة، والمؤسسة العامة للتقاعد. ما هي الأهداف التي تسعى أكوا باور إلى تحقيقها؟ - من خلال مركزها في المملكة العربية السعودية فإن أكوا باور تعمل على توسع نشاط أعمالها لتشمل جميع دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن ومصر وإلى أبعد من ذلك فقد توصلت الشركة للفوز بمشاريع في كل من المملكة المغربية والجزء الجنوبي من إفريقيا بالإضافة لإنشاء محطة في تركيا. محفظة الاستثمارات مم تتكون محفظة الأصول والاستثمارات ل أكوا باور؟ - إن محفظة الأصول والاستثمارات الحالية تحتوي على 17 محطة ومشروع تنتج 14% من الطاقة الكهربائية و40% من المياه المحلاة في المملكة العربية السعودية، 12% من الطاقة الكهربائية و17% من المياه المحلاة في سلطنة عُمان، و59% من الطاقة الكهربائية في المملكة الأردنية الهاشمية. وكذلك تحتوي المحفظة على مشروع كرازخلوفو للطاقة الشمسية الكهروضوئية في بلغاريا والذي ينتج 60 ميغاوات من الكهرباء بالإضافة إلى أكبر بارجتين مستقلتين عائمتين لتحلية المياه في العالم، وتبلغ القدرة الإنتاجية لكل منهما 25,000 متر مكعب من المياه المحلاة يومياً. علاوة على ذلك، لدى شراكات وتحالفات أكوا باور مشاريع قيد الإنشاء لإنتاج 4,000 ميغاوات من الكهرباء في السعودية بالإضافة لعدد من المشاريع في مراحل متقدمة من أعمال التطوير مثل مشروع (نور1 ورزازات) في المملكة المغربية لإنتاج 160 ميغاوات من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية المركزة, مشروع لإنتاج 850 ميغاوات من الطاقة في تركيا، مشروع لإنتاج 50 ميغاوات عبر الطاقة الشمسية المركزة في جنوب إفريقيا، ومشروع توسعة الطاقة الإنتاجية للمياه المحلاة في محطة بركاء في سلطنة عُمان بمقدار 45,460 متر مكعب يوميا. ما هي استراتيجية الشركة على المدى المنظور؟ سنستمر في توسيع قدرات الموارد البشرية وتعزيز القدرة التشغيلية لدينا لتحقيق الهدف المخطط الوصول إليه في عام 2018 وهو الوصول لطاقة إنتاجية متعاقد عليها تبلغ خمسة ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يومياً وطاقة كهربائية بمقدار 38,000 ميغاوات بأقل تعرفة ممكنة بحيث تكون 10% من الطاقة الكهربائية المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة بالتركيز على الطاقة الشمسية. قادة فكر هل ترون أنفسكم في أكوا باور كقادة للفكر في مجال الطاقة، ولماذا؟ تعتبر أكوا باور من الشركات الرائدة في مجال الطاقة وهو ما يعني التركيز والتخصص في كفاءة استخدام مصادر الطاقة وإيجاد القدرات المحلية للموارد البشرية والصناعية. وفي وسط الجدل السائد حول الطاقة المتجددة حاولنا إثبات أن الطاقة المتجددة تتميز بتكلفة تنافسية حتى في أكبر الدول المصدرة للبترول في العالم وهي المملكة العربية السعودية. الطاقة المتجددة العالم اعترف بالإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة. ما رأيكم في هذا التغيير؟ في الواقع، إن المملكة لاحظت الدور الذي يمكن أن تلعبه الطاقة المتجددة في مواجهة الطلب المتزايد عليها محلياً وتقليل الاستهلاك الكبير للبترول وبدأت مؤخراً بتحول أساسي في سياستها في مجال الطاقة المحلية والتي تم نشرها بشكل ملحوظ. لكن لا بد من التنويه إلى أن الاهتمام الأساسي للصُناع الدوليين للطاقة المتجددة، يرّكز على خطط الحد من التلوث (انبعاث الكربون)، وتحتوي الخطط على التسلسل الهرمي الذي يبدأ بفكرة التجنب أو الإقصاء ثم التقليل من انبعاثات الكربون. ومن وجهة نظر أكوا باور، من المهم أن تبدأ أي خطط خفض انبعاثات الكربون بفكرة تجنب هذه الانبعاثات أولاً ويمكن تحقيق هذا المبدأ من خلال تسخير مصادر الطاقة المتجددة. إذاً ما هو دور أكوا باور في تسخير مصادر الطاقة المتجددة؟ أن توجه أكوا باور يبدأ بتجنب الانبعاثات الكربونية والذي يقوم على تتبع سريع لكافة التطورات التي تطرأ على صناعة الطاقة المتجددة عالمياً وكذلك تقديم أقل تعرفة غير مدعومة شهدها العالم في مجال الطاقة الشمسية المركزة في مشروع نور 1 الواقع في مدينة ورزازت في المملكة المغربية. كما تدعم الشركة مبادرات مثل ديزرتيك الصناعية والتي تهدف إلى تسهيل توليد وإنتاج الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط ليس فقط للاستهلاك المحلي فحسب، بل ولتصدير الطاقة لدول البحر المتوسط وأوروبا والتي تعاني من محدودية الإشعاع الشمسي. ما هي أكبر مشاريع أكوا باور والأكثر إثارة للاهتمام حتى عام 2013؟ فعلياً، لقد حققت أكوا باور تشغيل أكبر مجمع محطات تحلية المياه في العالم في منطقة الشعيبة غرب السعودية. وكذلك حققنا تقدماً كبيراً في بناء أكبر محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية في العالم من نوعها وممولة بالكامل من القطاع الخاص في منطقة القُرية الواقعة على الساحل الشرقي من السعودية. ومما لا شك فيه، أن المشاريع الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لنا في عام 2013 هي مشروع نور 1 للطاقة الشمسية المركزة الذي سوف ينتج 160 ميغاوات من الكهرباء مع فترة تخزين تمتد لثلاث ساعات وكذلك مشروع بوكبورت للطاقة الشمسية المركزة في جنوب إفريقيا والذي سينتج 50 ميغاوات وبسعة تخزين تمتد لتسع ساعات وهي أطول فترة تخزين للطاقة الشمسية عرفها العالم. وتم البدء بأعمال البناء والتشييد في مشروع نور 1 ومن المتوقع أن يدخل مرحلة التشغيل التجاري في النصف الثاني من عام 2015. ونحن على وشك البدء بأعمال البناء في مشروع بوكبورت والذي سوف يبدأ تشغيله التجاري في الربع الثالث من عام 2015م. المناخ الاستثماري كيف تنظرون لصناعة الطاقة والمناخ الاستثماري في المملكة حالياً؟ يعتبر المناخ الاستثماري في المملكة واعداً جداً وبالذات صناعة الطاقة وأن الوقت المناسب لمزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة هو الآن. نحن بحاجة لتنشئة السكان الشباب في المنطقة حيث أكثر من 60% من سكاننا دون 25 سنة. من خلال التوجيه السليم، يمكن أن نجعل من هذه الفئة الشابة مساهمين فعالين في النشاط الاقتصادي عن طريق توظيف يتسم بالفائدة والقيمة المضافة عند إشراكهم في قطاع مثل صناعة إنتاج الطاقة وتحلية المياه. وبهذا سوف يتكون لدينا اقتصاد ذاتي، قادر على دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. إن سجل نجاحات أكوا باور ما كان ليتم لولا توفيق الله العلي القدير ثم السياسة الحكيمة وبعد النظر لحكومة المملكة العربية السعودية تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، الذي شجع الشركات السعودية بما فيها شركة أكوا باور على توفير المزيد من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني والعمل على توفير الشروط لهذه الشركات لكي تتوسع وتمتد دولياً.