في المعجم الوسيط، تَحَرى بالمكان أي تَمَكث، وفي الأمور أي قصد أفضلها، وهو ما يطمح القائمون على كلية التصاميم والفنون في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن عموما وقسم التصميم الجرافيكي والوسائط الرقمية على وجه الخصوص في أن تجده الطالبة حين تقصد هذا القسم للدراسة، وما نطمحه نحن من مخرجات هذا القسم، بل جزء مما وجدناه في معرض الدفعة الأولى لهذا القسم كأول دفعة تتخرج من أول كلية للتصاميم والفنون في السعودية وذلك في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. وتحرى11 هو عنوان معرض التخرج لهذه الدفعة، الذي أقيم هذا الأسبوع في متحف الجامعة، بينما 11 هو عدد خريجات الدفعة الأولى للقسم وللكلية بشكل عام، والأعمال المعروضة معظمها مشاريع فردية للخريجات، وصلت مرحلة التسويق الفعلي في مجال التصميم الجرافيكي أو الوسائط الرقمية التي ترتبط تقنياً بكل ما يمكن عمله بالبكسل، بأداوات منها برامج التصميم ومنها آلة التصوير (الفوتغرافي والفيديو). وإن لم أستطع حضور الافتتاح إلا أني تابعت هاشتاق الحدث تحرى11 وصور الأعمال، إضافة إلى شرح البعض منها عبر حسابات بعض من أعضاء هيئة التدريس والخريجات أنفسهن، والذي فاح منه عبق إبداع وجمال وصور تبشر بجيل جديد من المخرجات التعليمية المهنية الواعدة والجاهزة لسوق العمل، في ظل تزايد الحاجة لمثل هذه التخصصات مع ازدياد الطلب على التصميم والتصوير، وتزايد استهلاك المجتمع لمنتجات الصورة الثابتة والمتحركة، مع سعادتنا بوجود منتج محلي ينافس المنتج الأجنبي الذي استهلكناه لعشرات السنين. مشاريع الخريجات تنم عن وعي بدور الفن والتصميم في التوعية والتأكيد على الهوية، ونشر الفكر السلمي لنقاش القضايا الاجتماعية والخلافية بين أفراد المجتمع، وهذا كله يساهم في عمق فكري ومعرفي في منتجاتهم الفنية، بغض النظر عن نوع هذا المنتج، (بوستر/ فيلم/ صورة/ لوحة... إلخ) وهذا النتاج مهم في عصر العولمة الذي بدأنا (نميع) ثقافيا من كثرة ما ننسخ من الآخر، وهذا هو الدور المأمول من كليات التصاميم والفنون، فلا نتوقع أن تخرج لنا (حرفيات) بل محركات للثقافة البصرية وحافظات للهوية في عصر العولمة. لن أستطيع الحديث عن جميع المشاريع وما احتوت، ولكن أشيد بمشروع الخريجة العنود اليوسف التي صورت فيلماً وثائقياً أسمته «بقشة»، والتي مثلت به السعودية في مهرجان دبي الدولي للدعاية والإعلان «دبي لينكس» هذا العام، وهذا فخر للجامعة بلا شك، وللوطن الذي يزهى بشباب واعد نتوقع منه الكثير. [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية