لأول مرة أتشرف بافتتاح معرض، بدعوة كريمة من الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» فرع الرياض، وذلك في باكورة معارضهم المخصصة للمواهب من الشباب الواعد، والذي غلب عليه المشاركات النسائية بنسبة قد تصل إلى أكثر من 70%. زيارتي للمعرض بغض النظر عن صفة الزيارة كانت هامة ومفيدة لتلمس وضع ومستقبل الفنون البصرية لدينا، خصوصا وأن المشاركين يعتبرون نموذج أو شريحة تستطيع من خلالها قياس أبرز جوانب القوة والضعف، لا في ممارسة الفنون لدينا في السعودية، وإنما في مدينة الرياض تحديدا، أيضا مما فهمته بالتواصل مع عدد منهم أثناء الافتتاح أن هذه الشريحة تمثل في معظمها أولئك الذين مارسوا الفنون عن رغبة دون دراسة أو خريجي وخريجات قسم التربية الفنية تحديدا، والتي لا يقارن خريجها بخريج الفنون الجميلة أو الفنون البصرية بطبيعة الحال من حيث كثافة المواد وهدف مخرجات التعليم في خطة هذا القسم. على الرغم من تعدد المواهب، إضافة إلى وجود تجارب لديها الاستعداد وتحتاج فقط المزيد من الخبرة وفرص التعلم وتتبع مصادر الرؤية والاستلهام، إلا أنه لفت نظري في المعرض مجموعة من الأعمال أو الأسماء الواعدة، أتوقع سرعة الحضور لها في المعارض القادمة إذا ما استمرت في هذا الخط إضافة المزيد من العمل لتطوير نفسها، منها مليِّح عبدالله، التي تركز على عنصر المرأة في تكوين متزن تُكمله بمساحات مزخرفة مستوحاة من الثقافة التراثية البصرية لوناً وحسّاً، على خلفية من الخشب الطبيعي الغير محدد في شكل إطاره، ننتظر من مليِّح المزيد كي نستوعب هذا الأسلوب الفني لديها. أيضا عمل سعود العويفي «الرقمي» الذي فيه بساطة وجراءة في ذات الوقت، مع تكوين مُبدع في اختلافه عن النمطية في أعمال تتخذ من الوجه أو البورتريه موضوعا لها، أما جواهر المير فيبدو أنها من محبي أسلوب الأفاقية لدى محمد السليم، والذي تحاول الاستناد عليه كمذهب فني في خط أعمالها، بينما كان للتباين تأثير جيد في أعمال حمود العطاوي التي اتخذت من الخيل العربي موضوعا لها، مع إضافات تميزت بإحساس عال في تذوق اللون الحار والبارد بإضافة لا يتقنها سوى فنان بالفطرة. هناك المزيد الذي أود قوله ولا تسعه هذه المساحة، ولكن أختم بتأكيد حاجة مثل هؤلاء إلى النقد الصريح غير الجارح والذي نأمل أن يدفعهم للأفضل إذا كان الأفضل هو بالفعل الهدف الذي يعملون لتحقيقه. ملاحظة أخيرة للأخت تهاني المحمود، المنظمة من القسم النسائي في الفرع، أشاركها معكم: «تواجد المرأة وحضورها القوي لم يتمثل في عدد الفنانات مقابل عدد الفنانين فحسب، بل حتى في المواضيع المطروحة من الجنسين في المعرض، يبدو فعلا أن المرأة قد شغلت المجتمع»! [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية