في الآونة الأخيرة تابعنا ما كتب في الصفحات الرياضية في جرائدنا المحلية من هجوم شرس على التحكيم في الدوري السعودي. وبالذات الحكم خليل جلال بصفة خاصة. هذا الرجل الذي اختار هذا المجال الحيوي من أجل خدمة وطنه، ولكن مع الأسف وجد الجحود والتجني عليه بعبارات فظة بعيدة عن الروح الرياضية وتعاليم ديننا الحنيف تحمل في طياتها العنف والتجريح وخدش كرامة الآخرين. وهنا تبادر إلى ذهني هذا السؤال: هل الإنسان معصوم من الوقوع في الزلات والغلطات. ولا يوجد من على ظهر هذه البسيطة من يبلغ درجة الكمال، فالكمال لله وحده. ويعلم الجميع أن الإنسان المسلم لا يعصم من الوقوع في الزلات لأنه بشر وغير معصوم ولا يعصم إلا الأنبياء والمرسلون عليهم السلام. إذا الحكم خليل جلال مثله مثلنا قد يصيب وقد يخطئ وجميع أطراف لعبة كرة القدم بشر أيضاً. إذا فلماذا هذه الحملة الشرسة؟ لماذا هذه العبارات الخارجة عن الروح الرياضية وتعاليم ديننا الحنيف؟. )) الكلمة نوعان.. كلمة منطوقة وكلمة مكتوبة وكلتاهما تحكم صاحبها. يا سادة: إن الذي دعاني إلى طرح مثل هذا التساؤل مع عدة علامات استفهام آخر هو أن كل ما نسمعه من جدل التحكيم في الدوري السعودي والأخطاء التي يراها البعض منا.. في اعتقادي أنها آراء تقديرية فقط تحمل في طياتها العاطفة والميول. مجرد سؤال: أين هي الأسس الحوارية عند التخاطب والتحاور أو نقد فلان من الناس أين النقد الهادف البعيد عن العواطف الشخصية والهرولة خلف سراب التعصب واستفزاز الآخرين. وهناك أيضاً سؤال: من هم الحكام في الدوري السعودي؟ أليس هم. ابني وابنك. أخي وأخوك. صديقي وصديقك. أليس لهم كرامة ومشاعر وأحاسيس مثلهم مثلنا. نعم كل منا له ناديه الذي يشجعه وينتمي إليه وهذا حق له ولكن ليس على حساب هضم حقوق الآخرين أو خدش كرامتهم بعبارات خارجة عن الروح الرياضية وتعاليم ديننا الحنيف. ولا أعتقد أن هناك أي شبه للتعمد من أي حكم لظلم فريق على حساب الآخر والعلم عند الله عز وجل. ولا بد أن نعرف أن كل حكم معرض أن يجانبه التوفيق. وقد يخونه الحظ. ربما يكون له ميول سابقة ولكن لا أظن أنه سوف يعود إلى هذه الميول مهما كان الأمر لأنه ابن فطرة يخاف الله عز وجل. نعم.. لنبتعد عن التجريح والتشهير والجدل الذي فرض على القارئ الرياضي من قبل هؤلاء الكتاب أصحاب الميول والعواطف الشخصية المكشوفة مستغلين مواقعهم في بعض الجرائد.. والله أعلم. نعم.. الحكم لدينا بحاجة للنقد الهادف البعيد عن التجريح، ولا بد أن يكون لدينا رؤية بعيدة عن التشنج والتسرع في إصدار الأحكام على الآخرين بدون وجه حق. وكما قيل على المرء أن يقول كلمته ولكن لتكن حقاً ويراد بها الحق. دون اعتداء على أحد أو بهتان لأحد ولا يخشى في الله لومة لائم. الحكم الأجنبي له أخطاؤه تم إحضار أكثر من حكم أجنبي وقاموا بتحكيم أكثر من مباراة في الدوري السعودي، ورغم ذلك كانت لهم أخطاؤهم الفادحة، وأنا هنا لست بصدد تعدادها، الكل يعرفها وبالذات مسؤولو الأندية الذين تضررت فرقهم منها. لم نقرأ لأحد من الذين صبوا جام غضبهم على الحكم السعودي خرج وانتقد هؤلاء الحكام الخواجات. يا سبحان الله حلال على هؤلاء وحرام على هؤلاء. الرياض