في كرة القدم، حيث المنافسة المشروعة وبحث الجميع عن هدف واحد لا يوجد شيء اسمه عقدة، فالفريق الذي يلعب وينافس ويحاول أن لا يفكر بمثل هذه الأشياء، وغني عن القول أيضاً أن على مسيريه والقائمين بشؤونه عدم التفكير بها ولا الحديث عنها بالشكل الذي قد يؤصلها لدى اللاعبين والمشجعين. في نادي الهلال تكررت المحاولات للفوز ببطولة آسيا منذ العام 2002 ومع ذلك لم تتحقق، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ ما يحمد للفريق أنه ظل حاضراً في كل النسخ، ومن العجيب هنا أن يتندّر بخروج الفريق ويتحدث عنه من يحلمون - نعم يحلمون - بمجرّد مشاركة فرقهم في البطولة، بغضّ النظر عن ما يحدث بعدها، ومن العجيب أيضاً أن يتحدث عن العقدة المزعومة أنصار فرق ظلّت عاجزة عن الفوز بالألقاب منذ 30 أو 20 عاماً مضت، وعندما تراهم يتحدثون عن الهلال وخسائره يخيل لك أنّ فرقهم لم تبرح المنصات إلاّ للمنصات، وأنّ الألعاب لديهم تتوالى والبطولات تتلاحق، بينما هي في الواقع تئن تحت وطأة الغياب والعجز عن تحقيق لقب، بل إنّ فريقاً مثل النصر يتحدث أنصاره عن حرمان الهلال وغياب الهلال، رغم أنّ فريقهم مع ما يصرف عليه ورغم ما تبذله الإدارة من جهد، ظل عاجزاً عن الفوز على الهلال ذاته طوال تسعة مواسم إلاّ في مباراتين، بل وظل الفريق جسراً يصل من خلاله الهلال إلى البطولات أو الأدوار المتقدمة منها، ولعل في كأس ولي العهد التي حققها الهلال خلال الستة مواسم الأخيرة أكبر الشواهد، حيث لم يحقق اللقب إلاّ وقد مر عبر محطة النصر في مختلف أدوار المسابقة. ** أعود إلى السطر الأول وأقول في كرة القدم لا يوجد شيء اسمه عقدة، ولا شيء اسمه بطولة مستحيلة، ومن يتحدثون عن ذلك يحاولون الترويح عن أنفسهم بخروج الهلال بعد أن أيقنوا أنّ فرقهم لم تعد تملك القدرة على إسعادهم!! لكن الغريب أنّ بعض الهلاليين كذب هذه الكذبة.. وجعل منها أزمة في النادي، مع أنّ الواقع يقول إنّ الأزمة الحقيقية في النادي والمطالبة بإجراء تغييرات شاملة فيه وعلى كافة الأصعدة، ليس بسبب الخسارة والتعادل مع لخويا والخروج من بطولة آسيا، بل بسبب المستويات المتدنية التي يقدمها الفريق والتذبذب الذي ظل يلازمه خلال الموسمين الفارطين، ولا أدل من ذلك أنّ الفريق عندما حقق بطولة الدوري قبل موسمين دون خسارة ثم خسر كأس الملك وخرج من بطولة آسيا لم يتعرض للنقد مثل ما تعرض له هذه الأيام، ولم يخرج من يطالب الإدارة بالاستقالة ونحو ذلك، بل كانت المطالب وفق ما يحتاجه الفريق آنذاك.. مدرب جيد ولاعبون عليهم القيمة يشكلون إضافة للفريق.. نعم كان الخروج من البطولة الآسيوية = مُراً = عند الهلاليين لكنه لم يحرك الشارع الأزرق كما تحرك هذه الأيام!! ** الهلاليون (المخلصون) لا يتحدثون عن العقدة ولا عن بطولة من ضمن بطولات، لكن المشكلة أنّ الإدارة وضعت دوري أبطال آسيا هدفاً رئيساً معلناً، وهو الأمر الذي كلف الفريق الكثير، وهو الأمر الذي يخالف أيضاً توجُّهات الأندية العالمية التي تضع الدوري هدفاً أول لها في الموسم، ثم توزع باقي الأهداف وتوضع الخطط الخاصة بها، ولا أدل من ذلك أنّ مورينهو مدرب ريال مدريد عندما كان فريقه في عزّ المنافسة على لقب الدوري ودوري أبطال أوروبا، قال إنّ هدفه الأول هو الفوز بالدوري الإسباني لأنه يعطي القياس الحقيقي لما يقدمه الفريق أما دوري أبطال أوروبا فربما تخسره وأنت الأفضل بسبب ضربة جزاء أو إصابة لاعب مؤثر أو نحو ذلك!! ** لقد كان الهلال يحقق بطولة آسيا في وقت سابق لأنه لم يكن يضعها حلماً وهدفاً لا بعده ولا قبله وهو الخطأ الذي وقع فيه الهلاليون حالياً، ولا بد أن عليهم مراجعته والتعرّف على آثاره،كان الفريق يذهب إلى البطولة مثل غيرها، يلعب ويؤدي دون ضغوط لذا استطاع أن يحقق الرقم القاري الآسيوي القياسي الذي ظل عصياً على أندية القارة أجمع رغم غياب الفريق 12 عاماً عن الفوز بالألقاب الآسيوية!! مراحل.. مراحل ** على الهلاليين خاصة الرسميين أن لا يضعوا بطولة آسيا هدفاً أول، وسيجدون فريقهم بطلاً وزعيما كروياً للقارة، كما كان. ** دعوا الأحلام للذين (يحلمون) و(يحلمون)!! ** يقولون.. الهلال فريق نفخة إعلامية.. كم هو رائع هذا الإعلام الذي ينفخ فريقاً حتى حقق 54 بطولة.. في حين ظل الإعلام الآخر عاجزاً عن النفخ رغم أنه يتصدر كل المنابر!! ** عجباً لهم.. يقللون من شأن (أنفسهم) من حيث لا يشعرون!! ** وعجباً للهلال وكبرياء الهلال.. بطولة.. ووصافة أخرى.. ومع ذلك تحركت كل المياه الراكدة وظل التغيير والغربلة مطلباً لا بعدهما ولا قبلهما لدى كل الهلاليين. ** الأهلي خرج من كل البطولات صفر اليدين، رغم الملايين التي صرفت عليه، والصفقات المحلية التي أُبرمت من أجل تقويته، ومع ذلك لا يجد بعض إعلامييه غضاضة من النيل من الهلال والتقليل من شأن الهلال، وتواصل غيابه عن البطولة الآسيوية!! ** الأهلي لم يحقق الدوري من 30 عاماً، ولم يحقق بطولة آسيا طوال تاريخه، ومع ذلك يردد بعض محبيه (العالمية صعبة قوية)!! ** الشباب (مشكلة) أهلاوية (عصية الحل)!! ** مبروك للفائز بكأس خادم الحرمين للأبطال، وحظا أوفر للفريق الخاسر، ولبقية الفرق التي خرجت من مولد الموسم بلا حمص!! ** ليت بعض الإعلاميين الأهلاويين، وبعض الصفحات المحسوبة على الأهلي، يتحدثون عن مشاكله وعن خروجه المتتالي من البطولات، كما يتحدثون عن الهلال!! ليتهم يتفرغون لفريقهم وينتقدون أحواله ونتائجه بدلا من ملاحقة فريق الهلال, ففريقهم أحوج لهم، والهلال لن تضره كتاباتهم!! [email protected] aalsahan@ :تويتر