في يوم الاثنين الموافق 3-5-1434ه قمت بزيارة لمكةالمكرمة وتأدية العمرة، وقد أقلعت بنا الطائرة من الرياض في رحلة استمرت ساعة ونصف، ثم هبطنا في مطار جدة ومنها إلى مكةالمكرمة. نحمد الله الذي كرم هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن وتبذل ما في وسعها من أجل راحة الحجيج والمعتمرين وتوفير كافة التسهيلات وأعطت رعاية حجاج بيت الله الحرام أولوية قصوى لينعموا بهذه المشاريع الكبيرة والمنجزات العملاقة التي تحققت في توسعة الحرمين الشريفين وتطوير مرافقها وخدماتها لمشروع جسر الجمرات وأبراج منى وغيرها كتوسعة الجهة الشمالية للمسجد الحرام وتوسعة الجهة الشرقية للمسجد النبوي الشريف وغيرها من مشروعات مستقبلية حتى يجد الحجاج والمعتمرون والزوار متعة العبادة. وتقدر الطاقة الاستيعابية بعد اكتمال المشروع بأكثر من مليون ونصف مليون مصل.. ولا غرو فهذه البلاد موئل مقدسات الإسلام ومتنزل الوحي ومهد الرسالة وتفخر هذه البلاد بتوسعة الحرمين الشريفين وتزويدهما بمختلف أسباب الراحة ليؤدي ضيوف الرحمن مناسك حجهم في يسر وسهولة وأمن وطمأنينة، ولا ريب أن توسعة الحرمين الشريفين مفخرة لكل مسلم وعمل صالح وهو مشروع عملاق وإعمار عظيم وصرح سامق وقيمة دينية لدى المسلمين ولا غرو فهذه البلاد هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، فهذا الإنجاز العظيم نحو توسيع الحرمين الشريفين الذين يتوافد عليهما مئات الزوار وآلاف الحجاج وملايين الناس من كل أرجاء العالم الإسلامي سيظل التاريخ يذكره باستمرار بل إشراقة في جبين التاريخ المعاصر، وستظل هذه التوسعة مفخرة للملايين ومقصداً للمسلمين حيث تهون المصاعب والعقبات ولم يعودوا يجدون مشقة في مجيئهم إلى هذه البقاع المقدسة للعمرة والزيارة والحج. فروعة التوسعة وجمالها سوف تستوعب الملايين التي تشرئب أعناقها وتتطلع بشوق عارم إلى الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث يسر الله لهم السبيل وذللت الصعاب وممارسة الشعائر الدينية في يسر وأمن وأمان وراحة، إن هذا العمل المبارك سيظل خالدا وحيا وراسخا بالعطاء السخي من قادة هذه البلاد ووفاء منهم على العمل والعطاء وخدمة الأماكن المقدسة، وإن هذه التوسعة الحديثة العملاقة للحرمين الشريفين لا يماثلها أو يضاهيها في سموها ومكانتها وإنجازها عمل آخر، فهي توسعة رائدة كما وكيفا وجمالا وإبداعا وإتقانا وسوف يسهل ذلك على الحاج والزائر أمور عبادته، وينسى التعب والمشقة والجهد والعناء وما كان يتحدث به الرحالة والركبان قديما عن صعوبة الوصول إلى الأماكن المقدسة، كما ذكر ذلك ابن بطوطة وابن جبير والمسعودي والهمداني والبكري والعبدري وغيرهم من المؤرخين والرحالة حفظ الله بلاد الحرمين وأسبغ عليها الأمن والاستقرار والازدهار. أمين عام دارة الملك عبدالعزيز السابق