تقتضي طبيعة الحال وجود ارتباط وثيق بين التخطيط الجيد ونجاح السفر، فالتجربة السياحية أو حتى سياحة الأعمال، يمكنها أن تضاعف مستوى متعتها وجدواها بخطوات قليلة قد لا ينتبه إليها الكثيرون. وقد وضع المتخصصون بل وحتى المسافرون مجموعة لا نهائية من التجارب والنصائح عبر شبكة الانترنت، لتكون في مجملها دلائل إرشادية قيمة لكل من يرغب قضاء إجازته والاستفادة منها بأقصى قدر ممكن. ولعل من أهم ما يجب معرفته لحظة التخطيط للسفر هو أن لكل شخص ذوقه، ورغباته، وظروفه، وهو أعرف الناس باختيار ما يناسبه، بالتالي لا قواعد ثابتة تحكم الأمور بقدر ما هي مؤشرات تقرب الإنسان من مفهومه الخاص لرحلة ناجحة. وضمن الفكرة ذاتها، يجب أن لا نبحث عن مفردات مثل «الأفضل»، وإنما أن نسعى دائما لإيجاد «الأنسب». أجب قبل كل شيء على سؤال: «أين» يرى مهتمون أن التجهيز للرحلة يجب أن يكون قبل السفر بشهر على الأقل للذين يريدون السفر للدول العربية، وقبل شهرين على الأقل للدول الأجنبية، أما البداية فهي تتمثل في تحديد وجهة السفر، واختيار كهذا قد يخضع لرغبات وأذواق خاصة أو بناء على مشورة ما، وبعد أن نجيب على السؤال الأكثر إلحاحاً: «إلى أين؟»، سيكون التعرف المسبق على الدولة المستهدفة أمرا ضرورياً لمن يريد زيارة مثالية، حيث سيأخذك دخول سريع إلى الانترنت نحو مواقع رسمية خصصتها بعض الدول والمدن، خاصة السياحية منها، تهدف إلى خدمة السائح بشكل رئيسي، وذلك بتعريفه بجميع ما يحتاج إلى معرفته، مثل أهم الأنظمة والقوانين، والطقس، والمواصلات، والمعالم السياحية، والمطاعم، وغيرها. الجواز «المنتهي».. مزح غير ظريف بعد اختيار الدولة التي يود السائح زيارتها يبدأ ترتيب الرحلة، وقبل ذلك يجب إلقاء نظرة على الجوازات وما إذا كانت بحاجة إلى تجديد، حيث من الأفضل أن لا يقل تاريخ انتهائها عن 6 أشهر أو أكثر، كما يجب معرفة إجراءات الدخول للدولة المراد زيارتها وهل تحتاج تأشيرة أم لا. الخطوتان الأخيرتان في غاية الأهمية والتأثير، واكتشاف أي مشكلة فيهما قبل وقت قصير جدا من الرحلة، قد يفعل شيئا بسيطا جدا هو «إلغاء كل ما فعلته وإعادتك بحقيبتك إلى المنزل». الطيران والسكن.. اكتشف كل الخيارات تستطيع أن تقوم بالشيء نفسه بالطريقة المعهودة في الحجز، لكن بقليل من التفكير ستكتشف أنك قابل لتحقيق احتمالات أفضل. هناك أكثر من شركة طيران قد تقلك إلى الوجهة نفسها، فكر بالشركة الوطنية للدولة التي ترغب التوجه إليها، قد يفوتك أنك تمتلك في محفظتك بطاقة ائتمانية تتيح لك التمتع بخدمات إضافية تتعلق بالسفر. في كل الأحوال، يحتاج المسافر أن يدرك كثرة التفاصيل في أسعار تذاكر الطيران، وكونها تتأثر بتاريخ الحجز، وشروطه، وتاريخ ومدة السفر، وغيرها، عليه البحث عن العروض أو الخيارات المتوفرة، ثم المقارنة بينها، إما في مواقع شركات الطيران، أو مواقع السفر المتخصصة والوكالات السياحية عبر الانترنت. لتأتي المرحلة التالية والمتمثلة في السكن، حيث تختلف هنا أيضاً أسعار الوحدات السكنية، و تفاوتها، بل لعلها أكثر تفصيلاً وتعقيداً من أسعار تذاكر الطيران، فهي تتأثر بنوع المكان، ومستوى الخدمة، والسعة، وغيرها. وأشهرها الفنادق، والشقق الفندقية أوالمفروشة، ثمة مواقع متخصصة يمكنها أن تقترح على المسافرين أماكن للإقامة مع توضيح كل المقومات التي يتمتع بها كل مكان، ومن المهم الاطلاع على هذه المعلومات قبل اختيار الوجهة السكنية، حتى هذه المسألة لا يجب أن تترك للحظ وحده. أن تكون مسافراً محترفا.. أن تبحث وتدوّن سيبدو هذا نوعاً من الترف ولكنه أفضل طريقة لجعلك مسافراً محترفاً إذا صحت العبارة. جرب أن تكون لديك مفكرة لتسجيل جميع الملاحظات والمعلومات التي جمعتها عن البلد، ثم ضع جدولا خاصا بها يتضمن توزيع الأيام وأماكن الزيارة فيها ثم طباعتها لتكون مرجعا لك في سفرك أو لنقل خارطة طريق. أمر كهذا لن يكون مجهداً كما أنه سيجعل رحلتك السياحية أكثر تركيزاً بدلاً من التحرك العشوائي على حساب وقت محدود بطبيعته ضمن رحلة محدودة بطابعها. البحث والتدوين مهمان جدا، وكذلك هو الاطلاع المسبق على أهم المدن التي تودون زيارتها في هذه الدولة والأماكن التي تستحق الزيارة عن طريق المواقع السياحية فيها، هناك الكثير من مواقع السياحة للزائر توفر له معرفة المعلومات وفي حال كانت الدولة غير عربية فإن خيارات الترجمة في محركات البحث ستفي بالغرض. المهم هو زيارة عدة صفحات وتقارير واستفسارات لدراسة الوجهة وعدم الاكتفاء برأي واحد، هناك مواقع عدة مخصصة للصور السياحية وضعت من قبل أشخاص سافروا وتمت مشاركتها مع الملايين حول العالم، يمكنك أن تضع فقط اسم المدينة التي تود زيارتها وسوف يظهر لك الكثير من الصور لها، والتعليقات عنها.