هل فكرت ان تذهب لمحل كهربائي لتحجز رحلة إلى تركيا مثلا، هذا ليس ضرباُ من التهكم، وإذا أردت تعرف كيف، فعليك أن تسأل عبدالله الغفيلي نائب مدير عام وكالة الرياض للسفر والسياحة الذي كشف للجزيرة عن كثير من الأمور التي قد لا يدركها السياح في فترة الصيف. في هذا الحوار معلومات عملية من داخل ميدان لا يهدأ، ونصائح مفيدة قد يكون من الخطورة ألا نستمع إليها جيدا. * نحن في موسم السياحة، رؤيتك لهذا الموسم .. ما هو مستوى رضاك عن الثقافة السياحية وحسن استغلال الإجازة لدى المجتمع؟ في نظري.. الفترة السابقة كانت نسبة الذين يستفيدون من إجازاتهم قليلة، حاليا من 60 الى 70% من العائلات السعودية تنظم وقتها وتحجز قبل وقت كاف، وتخطط لرحلاتها بشكل جيد وتستفيد فعلا، وحتى لو تحدثنا عنهم كمسافرين فهم يتعلمون ثقافات جديدة ويختلطون مع شعوب مختلفة، أما الشباب والصغار في السن فقد لاحظت أن السفر يكسر الحاجز النفسي لديهم بالنسبة للغة، ربما تعلموا كلمات بسيطة في المدرسة ولكن السفر يقدم لهم فوائد عملية على هذا الصعيد. النسبة المتبقية 30%، يحجزون متأخرين عادة، لا يعلمون ما هي الوجهة التي يريدونها بالضبط، وحين يقررون فهم لا يبحثون عن الدولة مسبقا عبر مصادر المعلومات، حين يصلون فهم يتفاجؤون بالجو، أو بالأسعار، أو غير ذلك. * لماذا لا تقومون بمساعدة النسبة التي تجيد التخطيط والتنفيذ لرحلاتها السياحية؟ نحن نساعد ولكن الأغلبية لا يساعدون أنفسهم، والسبب هو تأخر اتخاذ القرار وحضوره قبل يومين أو ثلاثة من موعد السفر المفترض، هناك من يتصل علينا ويطلب رحلة في اليوم التالي، لن يكفي الوقت لكي تجد له حجزا أو فندقا، دائما موظفونا يفترضون وجود فسحة من الزمن ويتوقعون أن الشخص الذي يأتي يعرف إلى أين سيذهب لكنهم يفاجأون بنسبة تأتي في وقت ضيق ولا تملك أي تصور مسبق. * هل ترى أن احداث المنطقة أثر على مستوى عدد المسافرين؟ خلال السنوات العشر الأخيرة، المسافرون في حالة ازدياد سنوي بنسبة لا تقل عن 10 - 15%، والطلب على السفر في كل عام يفوق العام الذي قبله أما ظروف المنطقة العربية فتأثيرها كان فقط على تغيير بوصلة المسافرين من بعض الدول إلى دول أخرى. لاحظنا زيادة الطلب على إمكان مثل دبي وتركيا، وأمريكا أيضا أخذت حيزا كبيرا جدا لا سيما خلال العامين الأخيرين، بالإضافة إلى أوروبا كذلك عليها طلب رغم ارتفاع سعرها. * ما هي نسبة العائلات والافراد بين السياح الذين تتعاملون معهم، وهل يتم إعداد برامج خاصة بكل منهم؟ العائلات أكثر بكثير من الأفراد.. هناك برامج مجهزة مسبقة ولكن يعدل العميل عادة على هذه البرامج. الذين يتقيدون بهذا البرامج لا يتجاوزون 10% فهم غالبا يطلبون إدخال مدن معينة أو استبعاد أخرى، وهو ما يجعلنا أحيانا نقترح عليهم السفر دون التقيد بالبرنامج. * مع الحجم الكبير لعدد المسافرين وضغط الوقت، كيف يتم العمل على تقديم الخدمة النوعية التي تهتم بكل مسافر كما يجب؟ بالهدوء والاستعداد المسبق، نحن نركز على الجودة، ونختار موظفين لهم خبرات عالية، ونبحث عن الكفاءات حتى مواقعنا ومكاتبنا التي تبلغ 15 فرعا في المملكة، كلها تهتم بجمع المعلومات، ونعقد اجتماعا أسبوعياً يتناول المعلومات السياحية ويشمل كل مستجدات الطقس والمعلومات الجديدة في الطيران والفنادق والوجهات المختلفة. أهم ما نريده أ لا يخرج العميل من عندنا إلا وهو مكتف بالمعلومات عن البلد الذي سيزوره. * السائح السعودي مستهدف أول لوزارات وهيئات السياحة في المنطقة، وهذا ليس سراً، وهذا يعرضه أحيانا لمحاولة استغلال أو تضليل سياحي من مكاتب وهمية إن صحت التسمية، ما تعليقك؟ أوجه نصيحتي للمسافرين وخاصة العائلات والذين يرتبون برامج كاملة، عليه ألا يبحث عن الأرخص وإنما عن المكتب الذي يثق به، هناك مكاتب معروفة ولها اسماؤها الواضحة وتجاربها وحضورها الإعلامي، وفي المقابل هناك مكاتب تقدم عروضاً غير منطقية أحيانا، وتجعل العميل ينخدع بهذه العروض فبمجرد وصوله إلى البلد المقصود يكتشف أن الوضع مختلف تماما عما كان متوقعا، إما أن يصل فلا يجد مقراً للمكتب، أو أنه أغلق أبوابه أو أن يجد مشكلات في الحجز، أو غير ذلك، بل إنه قد يضطر لدفع مبالغ إضافية تصل إلى أضعاف ما دفعه لتدارك الأخطاء التي تحدث، مع ملاحظة أن المسافر في الخارج سيضطر دائما لدفع أي مبلغ من اجل أن يعود. بحسب تقرير قرأته، في مدينة الرياض فقط يوجد اكثر من 300 مكتب سفر وسياحة غير نظامية، إما دون رخصة، أو أن أصحابها غير نظاميين «تستر»، أو أنه يفتح في الصيف فقط، إلى درجة أننا وجدنا محلات سباكة وكهرباء أو محطات لديهم أجهزة حجوزات، بعضهم يضع لوحة صغيرة بلغة آسيوية أو اردية، يأخذ الجهاز من أحد المكاتب مقابل نسبة معينة ويمارس عمله كسباك صباحا، كهربائي عصرا، ومكتب سياحي ليلا. * الا توجد جهة رقابية أو قانونية تحمي الناس من حالات التلاعب المشابهة؟ لا توجد أي جهة، لا وزارة تجارة ولا بلدية ولا هيئة سياحة، أعرف اشخاصا منذ سنوات لم يجدوا أي حماية أو تعويض، بل إننا كوكلاء سفر وسياحة تضررنا بشكل مباشر، بتعاملنا مع بعض الجهات التي تدعي تقديم خدمات سياحية، ولكن لم نحصل على شيء، ولم نعد نريد شيئا أكثر من ردع هذه الظاهرة ومحاربتها قدر الإمكان.