كأني بكرة القدم السعودية تأبى أن تخرج من سيطرة البشوت وعقدة المقاعد الوثيرة عليها والتحول بكل تفاصيلها إلى الهواء الطلق حيث ميادينها وساحاتها الحقيقية ومواقعها الرسمية وحيث روادها الحقيقيون ومنابع تغذيتها الكبرى ونكهتها ومحبوها وعشاقها رواد المدرجات الجماهير الرياضية.. يوم الأحد القادم نحن على موعد يؤكد أن السيطرة والعقدة إذ سيحتفى اتحاد كرة القدم (المنتخب) بالفريق الصاعد إلى دوري الأضواء والشهرة الدوري الممتاز (دوري جميل) فريق العروبة بطل دوري الدرجة الأولى (دوري ركاء) الذي يحقق أول وأكبر إنجاز كروي في تاريخه جائزته بعيداً عن ميدانه الحقيقي، وذلك بتتويجه في قاعة مغلقة معدة للاحتفالات الثقافية والمسرحية والمناسبات غير الرياضية ستكتسي جنباتها بالبشوت بدلاً من الجمهور ويقتعد حضورها الكراسي الوثيرة بدلاً من المدرجات ويسلم البطل درعه على أنغام الموسيقى ودخان البخور وعرض للبشوت. اتحاد الكرة (المنتخب) يبدو أنه يفضل أن يكون (وفياً) للماضي بكل تفاصيله السلبية وجزئياته غير الكروية وفقراته المضحكة، وإلا لكان بإمكانه أن يختار وسيلة رياضية وطريقة واحتفالية أفضل بكثير مما سيتم يوم الأحد القادم مهما كانت المبررات، ومهما غلفت المناسبة وبهرجت بجوائز أو تكريم أو خلافه، فالعنوان الأهم والمناسبة الحقيقية هي تتويج الفريق البطل الحاصل على لقب دوري ركاء والأبطال يتوجون في ميادينهم وساحاتهم ويحضر إليهم التشريف والراعي وليس العكس. حنين من نوع آخر وفاء الاتحاد المنتخب للماضي وتفاصيله وجزئياته آمل أن لا يظهر أيضا اليوم وهو بختاراوهو يسمى الأعضاء العاملين الذين سيشكلون لجانه المختلفة وأن يكون هناك مهنية واحترافية في الاختيار فتأتي الأسماء قادرة وفعالة ومتغيرة في نفس الوقت ولا يتكرر توجه (الألوان) الذي كان ظاهراً عند اختيار رؤساء اللجان وأن يتم التخلص من نظام أو طريقة (المحاصصة) التي كانت تحضر بل تسيطر على مفاصل اللجان من خلال الأعضاء الذين يتم تسميتهم. تفاؤلنا الكبير بالاتحاد (المنتخب) لا يزال قائما كما هو لم يتغير حتى وإن صدمنا ببعض المواقف السلبية وقرارات اللجان (المنحازة) على اعتبار أن الاتحاد لم يأخذ بعد وقته، بل هو لم يبدأ عمله الفعلي من خلال لجانه الحقيقية وبأعضاء من اختياره، ونأمل أن لا نجد أنفسنا أمام صدمات جديدة بل أن تتوقف نهائيا وساعة البدء والعمل للجان تدق اليوم وتكون الاختيارات عملية واستقلالية، ليس فيها حنين الأمس ولا شيء من الماضي ليكون بالفعل الاتحاد المنتخب وليس اتحاد الصدمات والحنين. كلام مشفر * أسماء كثيرة من أعضاء شرف نادي الاتحاد الكبار وصناع القرار عادوا إليه مجدداً عودة كانت منتظرة، والمقصود ليس عودة جسدية فهم يصعب عليهم الابتعاد عنه وإنما العودة إلى أجواء العمل مباشرة ووضع أيديهم في أيدي الإدارة وقيادة دفة العمل وصنع القرار. * قبل أعضاء الشرف عادت الجماهير الوفية العريضة، ولا أقصد (قادة) دفته الذين لم ولن يبتعدوا وإنما بعض الذين أقسموا في لحظة غضب نتيجة عاطفة جياشة أنهم لن يعودوا بسبب القرار التاريخي لكن نتاج (التشبيب) المبكر على أرض الواقع أعادهم أكثر تمسكاً وقرباً وحماساً. * مثل هذه العودة فيها انتصار للشعار الذي يرفعه الأوفياء (لا أحد فوق الكيان) وهناك من هم منتظر عودتهم مثل بعض حملة الأقلام وقادة الرأي ممن كانوا ضد القرار وتصدروا مجابهته وما زالوا (يؤلفون) ضده وضد الإدارة وينسبون الفعل لغير أهله في مكابرة واضحة وغير مبررة، وأجزم أن مكابرتهم لن تطول وموقفهم لن يستمر، فليس هناك ما يركنون إليه وبعد خسارتهم للرهان لا يجب عليهم ان يخسروا ما تبقى لهم من مصداقية وما تعلموه من مهنية. . عندما كانت الانتقادات توجه للحكم الدولي خليل جلال كان يرفضها وتعالى عليها، بل تعامل معها بعجرفة وصنفها مع أقلام كانت تطبل له إنها انتقادات ألوان وميول مع أنها كانت عملية وواقعية ومأخوذة من عمله وأسلوب إدارته للمباريات. * أخطاء خليل كانت من مثل حرصه على منافسة نجوم الفريقين والبحث عن القرارات (الجدلية) ليقال عنه حكم جريء وشجاع، وكان أصعب ما في المباريات أسهل ما لديه وهو احتساب ركلات الجزاء بتهور واستخدام الكرت الأحمر (الطرد) بتسرع. * ولأنه تعالى على النقد ورفضه أصبحت أخطاؤه جزءاً من شخصيته وتركيبة إدارته للمباريات فلم يعد يخلو منها لقاء يديره، وهذا ما جعله يخرج من أكثر المباريات داخلياً وخارجياً محاطاً برجال الأمن. * ومع الأسف وصل الحال إلى أنه لم يعد قادراً على التخلص من أخطائه فتكررت داخلياً وخارجياً، ولم يعد أمامه سوى أن يأخذ بقرار الاعتزال فعلاً وذلك (ثمن) التعالي على النقد وهو درس لكل رياضي، بل كل إنسان. * أخيراً لجان اتحاد كرة القدم الجديدة هل ستكون قادرة أم كارثة؟!