لا شك أن التلاحم بين القيادة والشعب هو نتاج المحبة المتبادلة والوطنية الحقة، فالمليك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أحد أبناء هذا الشعب الوفي المحب لدينه وقيادته ووطنه، وإحساس الملك القائد بالمواطن والمقيم دليل على حسن الغرس ومنهج القيادة الذي تعلمه من المؤسس -يرحمه الله-، فمع هطول الأمطار خلال الأيام الماضية كانت توجيهات أولي الأمر -يحفظهم الله- باستنفار كافة القطاعات الأمنية والخدمية لتقديم العون والمساعدة لمن قد يعلقون في الأودية أو مجاري السيول وإنقاذهم من خطر الموت غرقاً، وقدلمسنا الجهد المشكور الذي بذله رجال الدفاع المدني الأبطال في عمليات الإغاثة العاجلة وتوجيهات الأب الرحيم بتعويض المنكوبين ورفع الضرر الذي وقع على بعض المواطنين، إنها لمسات الأب الحنون الذي يشعر بآلام شعبه وبني وطنه، وفي لفتة كريمة من جلالته -يحفظه الله- يوجه بصرف الحوافز الإيجابية لمنسوبي الدفاع المدني. لقد أظهرت أمطار الخير والبركة التي نسأل الله أن يجعلها خيراً للبلاد والعباد مدى والشجاعة وإنكار الذات والتضحية بالنفس، وقصص البطولات كثيرة، ويجب ألا ننسى استنفار الجهات الخدمية الأخرى مثل إمارات المناطق وأمانات المدن والقرى وكافة الجهات التي وضعت كل إمكانياتها البشرية والمادية في خدمة المواطن والمقيم، وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل قد وجه البلديات والإدارة العامة للتشغيل والصيانة والإدارة العامة للنظافة وغيرها من الإدارات وكافة المقاولين العاملين معها بالعمل على مدار الساعة في تصريف المياه وشفط تجمعاتها حتى لا تتسبب في تلوث البيئة، وقد قامت الإدارات المعنية بالأمانة باستنفار كافة أجهزتها ووضع كافة الإمكانات في خدمة المواطن والمقيم. نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذه الأمطار المباركة وأن يجزي مليكنا المفدى خير الجزاء وأن يحفظه ذخراً للبلاد والعباد، فما أجمل التناغم والتلاحم بين القيادة والشعب الذي يبادله حكامه حباً بحب وعطاء بمزيد من الوفاء والإخلاص، وهذه هي المبادئ لشعب تربى على العمل بكتاب الله وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأخيراً وليس بآخر أرجو من جميع المواطنين والمقيمين عدم التعرض لمجاري السيول وتجمعات الأمطار حفاظاً على أرواحهم وهي ليست ملكاً لهم بل لله رب العالمين.