في كل مرة يدخل الحزن إلى حياتنا وقلوبنا نقول يمكن انه الأخير، ولكن حكمة الخالق سبحانه وتعالى في خلقه تؤكد لنا أن ابن آدم ميت ولد ميت، ومن هنا نجد في أيامنا مسافة روحانية صادقة لإنجاز عمل دنيوي.. يحتاج منا إلى التدبر والوعي وعدم التعدي على حريات الآخرين، وكلما تصاعد مؤشر أحلامنا وفرحنا إلى مرابع السعادة لا بد أن نفقد ونودع عزيزا أو قريبا.. وبرحمة الله عزَّ وجلَّ نستأنف الصبر والتدبر والنسيان ونكثر الدعاء للأموات، وهكذا حياة الإنسان ومن هذا المنطلق لنعمل ونخدم أنفسنا ومجتمعنا الكريم بقصد نية نيل الأجر أولا والنجاح ثانيا سنجد التوفيق - بمشيئة الخالق - ... وليس للحزن مواعيد (معروفة) ولكن له تأثير على جغرافية أمكنتنا وساعات أيامنا، هموم متعددة أصعبها فراق الكبار - كبار - رحلوا عن حياتنا تركوا فراغا كبيرا لا يستطيع للأسف الجيل الحالي ملء هذا الفراغ..طويت صفحة جديدة (توفى) انتقل إلى رحمة الله ابن العم/ سليمان الحماد الصايغ عن عمر يناهز 85 سنة.. بعد عطاء جميل وصادق خدم به مجتمعه ولازمه كرم مشهود يستحق الإشادة والشكر والعرفان طيلة حياة الفقيد ففراقه جرح نازف يلازم أصدقاءه وأهله... بكاء حزين.. ففي عتمة الليل سنظل نتذكر أيامه ومواقفه الرائعة المكسوة بالبياض وفي سنوات مضت كافح بالحياة أعطى اهتماما كبيرا لطرق النجاح ولم يقف عند حد فقد تعلم العطاء من مدرسة الحياة ومن محيط اجتماعي يساعد على التميز والنجاح كان الفقيد- رحمه الله- يقدم الجود وحكمة التدبر معا وهو من القلائل الذين يؤكدون على أهمية المبادرة في الخدمة الاجتماعية وأهمية تعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية مع الآخرين ومع الجيران والأقارب والمعارف في حياته رسم في أذهاننا محبة الناس وكيفية صياغته كعطاء يقدمه بنفس كريمة وجود واضح وكان كرمه جسرا آخر من التواصل بينه وبين محبيه.. فأبو يوسف كان بيته عامرا أغلب الأوقات بالمحبين في الأعياد والمناسبات العامة يشهد له بالكرم والعطاء منذ سنوات مضت يستقبل كبار زوار منطقة حائل في مزرعته العامرة شمال المدينة في الخطة وذلك شهامة وحبا بالضيف، ومن جانب آخر يحاول رفع الشأن الزراعي بالمنطقة له إسهامات ايجابية وله حضور آخر -رحمه الله- متميز في المشهد الاقتصادي في بدايات العمل الاستثماري والتنموي والخيري في المنطقة على سبيل المثال لا الحصر : * ساهم وبجهد ملموس في إنشاء الغرفة التجارية الصناعية بحائل. * أيضا ساهم في الاحتفالات الوطنية الكثيرة للمنطقة أثناء زيارة الملك خالد والملك فهد رحمهما الله جميعا. * يساعد الفقراء والمحتاجين كفعل خيري يريد به رضاء الخالق ونيل الأجر. * بناء جامع كبير داخل مدينة حائل. * يستقطع جزءا كبيرا من محصول (التمر) من مزرعته ويوزعه على الجمعية الخيرية. * ساهم في مساعدة الشباب عبر دروس نموذجية منها (تزويج) كريماته في منزله العامركمشهد اجتماعي له يعزز مبدأ ونهج عدم الاسراف والبذخ في الزواجات والأفراح. * أتمنى من المسئولين في الغرفة التجارية بحائل إطلاق اسم الفقيد على الصالة الجديدة في مركز رجال الأعمال تكريمه لقامته الاجتماعية الخيرة في البلد. حضر جمع غفيرمن أبناء منطقة حائل إلى المقبرة لتشييع جثمان الفقيد - ابن العم سليمان إلى مثواه الأخير لتقديم واجب العزاء بالفقيد وهم يدعون له بالرحمة والمغفرة.. وسبحان الله -صادف- أن يكون قبره بجانب رفيق دربه الفقيد/ عبد الرحمن عثمان الحماد- رحمها الله جميعا اللهم ارحم جميع أموات المسلمين وارحم أبو يوسف وأدخله فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان أخص ابنه يوسف وإخوانه والأم الرؤوم -أم يوسف- أن يصبرهم على وداعه.. وأقدم واجب العزاء إلى جاره الأستاذ/ سليمان الميمان وكل أصدقاء المرحوم وأن يصبرنا على فراقه ولا ننسى الآية الكريمة (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). فهد إبراهيم الحماد - حائل [email protected]