هل يمكن أن يكون السلوك المتمثل بإظهار القدرة على فعل الأمور، الذي سمح لك بتحقيق نجاح كبير كمساهم فردي في الماضي، أن يؤدي دوراً لا يفيد مصلحتك كقائد؟ عندما تؤدي دور المتفائل، قد ينتهي بك المطاف بالتقليل من شأن جهود فريقك، أو يوحي على الأقل بأن هذا ما تفعله. وقد يتساءل فريق عملك إن كنت قد خسرت الرابط الذي يصلك بالواقع. وعندما يبدو أن قائداً يتجاهل مشاكل الشركة، كل ما سيفعله هو ضمان شعور بالقلق حيالها في أوساط صغار المدراء. والواقع أن التفاؤل المفرط قد يحث موظفيك على تأدية دور "المتشائمين العاقلين". والأسوأ من ذلك هو أنك ربما كنت تبعث برسالة، مفادها أن الفشل ليس خياراً، ففي نهاية المطاف، "ما مدى الصعوبة المحتملة لإنجاز الأمور؟" كوني درّبت مسؤولين تنفيذيين كثيرين، أعرف أن أعلى مناصب القيادة يملؤها أشخاص من النوع الذي يرى النصف الممتلئ من الكوب. فكروا كيف أن نائب رئيس التصميم العالمي في شركة "نايك"، جون هوك، أطلق تحوّلاً في مؤسسته، ما إن اكتشف التأثير السلبي لآفاقه المتفائلة. وجمع جون كبار قادته ضمن جولة استمر أسبوعاً خارج مقر العمل، ما ساعد على تسهيل واستكشاف طرق تفكير جديدة في مجال التفكير وفي كيفية مضاعفة المواهب ضمن المؤسسة. وفيما أعطيت أوصاف القائد المتفائل والحيوي، سرعان ما تعرّف جون وفريقه على أنفسهما، وأرادا أن يعرفا كيف أمكن أن يسهما عن غير قصد في إنقاص قدرات الآخرين. وطلب جون أن نوقف جدول عملنا لبعض الوقت لنفهم بصورة أفضل كيف أن أسلوب القيادة المفعم بالأمل هذا قد يتسبب ببعض القلق. وشرح فريقه الضغوط الخارقة التي كانت تنتاب أفراده لتسليم تصميم خالٍ من الشوائب في كل مرّة. وبتشجيع من جون، قررنا تحديد فسحة تجارب. ووضعنا كل سيناريو عمل ضمن فئتين: كان الفشل مقبولاً في الأولى، في حين كان تحقيق النجاح ضرورياً في الثانية. وخلال ساعة، أنشأنا ملعباً -هو عبارة عن مساحة آمنة يبذل فيها جون وفرق عمله جهوداً، ويفشلون ربما من دون أن يلحقوا الأذى بذوي الشأن أو الشركة. وانتشرت طريقة التفكير هذه في أرجاء مجتمع المصممين في "نايك"، وأعطت الفشل طابعاً مشروعاً، ما سمح للمصممين بمواجهة مشاكل صعبة. لم يقلّص جون وفريقه الإداري طموحاتهم ولم يصبحوا أقل تفاؤلاً حيال قدرات فريق العمل. وبدلاً من ذلك، ومن خلال الإقرار بأن طريق الابتكار فوضوي ومضجر، حرروا فريقهم وسمحوا له بالتوسع وببلوغ مدى أوسع. هيا، كونوا متفائلين. ولكن أولاً، تأكدوا من أنكم تعرفون سلبيات آفاقكم ليتمتع فريقكم بحرّية استكشاف الجوانب الإيجابية. (ليز وايزمان رئيسة مجموعة "وايزمان"، وهي مركز بحث وتطوير إداري في سليكون فالي. إلى ذلك، هي مؤلفة كتاب بعنوان "العناصر المضاعفة: بأي طريقة يساهم أفضل القادة ليصبح الجميع أكثر ذكاءً" Multipliers: How the Best Leaders Make Everyone Smarter)