أكد مختصون في مجال الإعلان أن السعوديين لا يشغلون سوى 5 % من الوظائف التي يوفرها قطاع الإعلانات في المملكة، فيما يشغل الأجانب 95% من حجم العمل في هذا القطاع، وربطوا تدني هذه النسبة بوجود ضعف في المخرجات التعليمية والتأهيلية. وتوقع المختصون زيادة في حجم الإنفاق على الإعلانات الرقمية، مرجعين السبب إلى الزيادة المطردة في تصفح السعوديين للإنترنت وارتفاع مستوى التنافس بين شركات الاتصالات في تطوير شبكات الإنترنت، فضلا عن أن 70 في المائة من السعوديين تقل أعمارهم عن 30 سنة وهم أكثر الفئات استخداما للإنترنت إلى جانب انتشار وسائل الإعلان وتطور الأجهزة الإلكترونية. ويقول محمد الحماد مدير تنفيذي لإحدى شركات الإعلان ان الدراسات تشير إلى أن سوق الإعلان الرقمي عالميا في نمو سنوي مابين 25% إلى 30% وبأن نسبة الإنفاق الإعلاني في الشرق الأوسط 3.5% من إجمالي السوق، ويتوقع أن يصل الإنفاق خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى 220مليون دولار في المنطقة العربية في عام 2014م. وأشار الحماد إلى أن دراسة أجريت مؤخراً، ذكرت بأن حصة الوسائط الرقمية سترتفع بأكثر من الضعفين في العالم العربي بحلول عام 2015. فيما يرى بندر عسيري الذي يدير إحدى الشركات الإعلانية أنه على الرغم من الاستهلاك الغير عادي للإنترنت في المملكة فإن هذا رافقه استثمار إعلاني رقمي ضعيف، والسبب يعود إلى أن كثيرا من الشركات العاملة في الإعلان ما زالت تعيش في مرحلة الإعلام التقليدي ولم تطور أدائها ليتلاءم مع متطلبات الإعلام الجيد، منوها بأن السعوديين لا يشغلون سوى 5% من قطاع الإعلانات في المملكة، فيما يشغل الأجانب 95 % من حجم العمل في هذا القطاع. وحث الشباب السعودي على التوجه للتسويق كفرصة كبيرة للعمل لا سيما مع قدرتهم العالية على التعامل مع التكنولوجيا واستيعاب أعمال ومهارات التسويق. من جهته لفت فهد العتيق ( متخصص في الإعلانات ) إلى أن معوقات الإعلان الرقمي الحالي تكمن في عدم الفهم الكامل من قبل العملاء وكيفية الاستفادة منه حيث أنهم ما زالوا أكثر استيعابا للإعلان التقليدي بعكس الإعلان الرقمي الذي ما زال مفهومهم عنه يقتصر فقط على مواقع التواصل الاجتماعي كفيس بوك، وتويتر بينما مفهومه أوسع، فمثلا يجب أن يكون للعميل موقع إلكتروني فعال ومميز يعتمد على تقنيات عالية كأن يكون قابلا للتصفح عبر أجهزة الجوال الكفية، وفيما يتعلق بعمل الشباب السعودي في مجال الإعلان قال العتيق بأن معظم الوظائف التي يشغلها السعوديون في هذا القطاع تتركز في الجوانب الإدارية بعيدا عن التسويق كعمل ميداني وتواصل مباشر مع العملاء. وأجمع مديرو الشركات الإعلانية على أن هناك ندرة في الأيدي المتخصصة في المجال وعزوا السبب في ذلك إلى وجود المشكلة في مخرجات التعليم، إلا أن نمو هذا القطاع واكبه إقبال ملموس على الدورات المتخصصة من أجل اكتساب المهارات والتأهيل الكافي لممارسة العمل في هذا المجال. بدورها علقت إيمان يونس خبيرة في مجال الإعلان بأن الإعلان الرقمي غطى على الإعلانات الموجودة في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والإعلانات اللوحية الموجودة في الشوارع. وذلك بسبب سهولة محتواه وتكلفته السهلة ووصوله إلى عدد أكبر من الناس. ومع ارتفاع استخدام السعوديين للانترنت في المملكة, ازداد اهتمام وكالات التسويق بالإعلان الرقمي في المملكة، حيث تشير الإحصائيات التي تصدرها هيئة الاتصالات بأن حجم المستخدمين للانترنت في المملكة بلغ 9 ملايين مستخدم في العام 2010 وازداد إلى 14 مليوناً في عام 2012. فيما أشارت آخر إحصائية عن الإعلان الرقمي إلى ارتفاع حجمه في المملكة ليصل إلى 285 مليون ريال من 270 مليون ريال في عام 2011.