لا شك أن هذا التوجه الجديد من قبل وزارة الصحة هو بمثابة تأكيدها على أن المريض أولاً، وحقيقة ما أن سمعنا وقرأنا في الصحف ومنها (الجزيرة) عن توجه وزارة الصحة إلى إقرار أن يكون العمل في المراكز الصحية على فترتين بدلاً من الفترة الواحدة المعمول بها حالياً إلا وقد ظهرت ملامح الفرح على الوجوه رجالاً ونساء حتى لقد سمعت تبادل التبريكات فيما بين بعض الناس منهم لأنهم كانوا ينتظرون هذا التوجه بفارغ الصبر. ولا شك أن هذا الاتجاه يصب في مصلحة المواطن عموماً ولذوي الدخل المتدني خصوصاً لأنه سيخفف من أعباء التكاليف التي يتحملها المواطن في سبيل صحته، وكم هي السنوات العصيبة التي مرت على الفئة الثانية منذ عام 1425ه حينما أقرت وزارة الصحة تحويل الدوامين في المراكز إلى دوام واحد وإلى اليوم، فحُرم الكثير من هذه الفئة من الاستفادة من تلك الخدمة العلاجية المجانية التي تقدمها الدولة - أعزها الله- من خلال تلك المراكز للمواطن نظراً لأن الدوام الواحد لا يمكنهم من ارتيادها لتوافقه مع دوام الموظفين والعاملين لدى الشركات والمؤسسات وحتى ذوي الأعمال الحرة، مما اضطر الكثير من المواطنين وخاصة تلك الفئة من عرض مرضاهم على المستوصفات والمستشفيات الخاصة، الأمر الذي أرهق جيوبهم وخصوصاً في السنوات الأخيرة نظراً لارتفاع الأسعار الطبية خصوصاً الأدوية، ومن المؤكد أن اتجاه الوزارة إلى الدوامين سيشعل الحركة بالمستشفيات الحكومية الكبيرة وخاصة مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز الجديد لأنه يقع في منطقة واسعة ولأن الكثير من المحولين من مختلف المراكز الصحية خاصة الواقعة شمال وشرق الدائري الشرقي سيتجهون إليه، بل إن تطبيق الدوامين سيرفع العناء عن كثير من المواطنين وسترتفع المعاناة أكثر لو أعيد أطباء أسنان المراكز إلى مراكزهم في الأحياء وزودت بقية المراكز الأخرى بأطباء أسنان نظراً للحاجة الماسة إلى ذلك لا سيما وأن تسوس أسنان الأطفال قد تكون تخطت نسبة 90% ومن ثم يتم تحويل مراكز الأسنان القائمة التي لم يحالفها النجاح إلى مراكز استشارية تحقيقاً لما سبق أن وعدت به الوزارة منسوباً إلى مصادر رفيعة المستوى في وزارة الصحة عن العزم على إنشاء مراكز استشارية لكل مجموعة من المراكز الصحية بمختلف المناطق ليتم التحويل إليها من قبل المراكز الصحية الصغيرة ومن أجل التخفيف عن المستشفيات الكبيرة ولاختصار المسافات التي سيقطعها المحولون أيضاللوصول إلى المستشفيات الكبيرة، ولا شك أن هذه النقلة بنوعيها ستكون عاملاً مهماً في استكمال الرعاية الصحية للمواطنين من خلال تلك المراكز ويحقق مقولة (المريض أولاً). ومن هنا نزجي الشكر والتقدير لمعالي وزير الصحة الدكتور الربيعة ولمعاونيه. وختاماً أتمنى أن تدعم تلك المراكز بالأطباء الأكفاء وتوفير كل ما تحتاجه من أجهزة ومعدات ضرورية ليستكمل المريض علاجه فيها، إذ إن بعض المراكز تخلو من أطباء الأسنان وأخرى تنقصها أجهزة الأشعة وخلافها. صالح العبد الرحمن التويجري