يتطلع أنصار ومحبو التعاون أن يستفيد أصحاب القرار في البيت التعاوني من الأخطاءالمتكرره والتي جعلت الفريق يعيش في دوامة الهبوط على مدى موسمين متتالين ولا يتمكن من حسم مصيره في البقاء بدوري الكبار إلاّ في الجولة الأخيرة من الدوري، الشيء الذي تراه الجماهير أمراً غير مقبول وقد يساهم في ابتعاد عشاقه ومحبيه خشية الضغوطات التي باتت تلاحقهم في كل موسم جراء جملة من الأخطاء التي حولته إلى مسرح للفرق في الدوري. مطالب الجماهير تمثلت في أن يكون التعاون فريقاً آخر غير الذي شاهدوه في الموسمين الأخيرين ويرون أن هناك أسباباً أدّت إلى ما آل إليه الفريق ويأتي أبرزها سوء اختيار اللاعبين سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي. وشهدت نهاية مباراة الفريق أمام الوحدة حشود جماهيرية أمام منصة مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز طالبت عضو المجلس التنفيذي عبدالعزيز الحميد بضرورة العمل المنظم والمبكر لوضع طريقة وآلية تنظم اختيار العناصر التي يستفيد منها الفريق في دوري عبد اللطيف جميل الموسم المقبل وعدم تكرار المآسي التي أدخلت الفريق نفقاً مظلماً هذا الموسم جعلته قريباً من دوري ركاء حتى آخر عشر دقائق من مباراة الوحدة، وترى الجماهير بأن السبب الرئيسي يعود لأشباه اللاعبين الذين مثلوا الفريق هذا الموسم مشيرة إلى أن اختيارات اللاعبين تستلزم معايير فنية بحتة يضعها أصحاب الاختصاص والخبرة. ولعل المتابع للمشهد التعاوني يدرك بأن هناك ثمة أسباب أخرى ساهمت في تدهور نتائج الفريق وعدم ظهوره بالشكل المطلوب على الرغم من المبالغ المالية التي وفرتها اللجنة التنفيذية بالنادي والتي ساهمت بشكل كبير في دعم مسيرته هذا الموسم، وهي عدم التوفيق في اختيار الأجهزة الإدارية التي تولت الإشراف على الفريق الأول حيث تناوب على إدارة الفريق إدارياً ثلاثة أسماء وهذا العدد كفيل بالإيحاء أن هناك خللاً ما سواء في اختيار هذه الأجهزة الإدارية أو في عملها وقد طالبت الجماهير التعاونية بضرورة اختيار الجهاز الإداري القادر على القيام بمهامه ومسؤولياته على أكمل وجه، إضافةً إلى ذلك يرى المشجع التعاوني أن التأخر في إلغاء عقد المدرب المقدوني جوكيكا كان له دور مؤثر في مشوار الفريق والتدهور الذي لازمه إذ التزمت الأجهزة الإدارية المتتالية الصمت على عمله حتى وصل المدرب الجديد الجزائري توفيق روابح وتفاجأ في المستوى اللياقي والبدني المتدنيين للفريق وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كان هناك تقييم مستمر ومتابعة لعمل المدرب. كما أن المتابع لمباريات الفريق لايمكن أن يغفل بأيٍ حالٍ من الأحوال حجم الأخطاء التحكيمية التي تعرض لها الفريق وكانت علامة بارزة في ضياع العديد من النقاط وخصوصاً في الدور الأول وكانت محل اتفاق النقاد والمحللين، خلاف التأثير اللاحق على الأخطاء التحكيمية التي ساهمت في أن تصدر لجنة الانضباط قرارات قاسية بحق اللاعب ذياب مجرشي والحارس فهد الثنيان وهي صادمة للفريق معنوياً وفنياً، قبل أن تتدخل لجنة الاستئناف وتنقض قرارات لجنة الانضباط المبنية على ما يصلها من لجنة الحكام. الترتيب للموسم القادم في نظر محبي وعشاق التعاون يجب أن يبدأ من الآن حيث هناك عدد من الملفات والخطوات التي تحتاج لحسم من قبل صناع القرار في البيت التعاوني ولعل أبرزها ضرورة حسم وضع مجلس الإدارة إما بالإبقاء على إدارة محمد القاسم وتحديث مجلس إدارته بعناصر فاعلة واختيارات متأنية أو العمل على تشكيل مجلس إدارة جديد قادر على تسيير أمور النادي وعدم تكرار تجربة الموسم الماضي حينما تركزت الجهود على تكليف الأمير عبدالله بن سعد رئيساً للنادي دون أن تنجح هذه الجهود ما جعل الفريق يفقد فرصة الاستعداد المبكر والمنظم والتي يرافقها التعاقد مع اللاعبين المحليين والأجانب، وحسم موضوع الإدارة مبكراً يتيح الفرصة له لترتيب أوراقه والعمل من الآن للموسم القادم حتى لا يعود كابوس الهبوط المفجع ليهدد التعاونيين مرةً أخرى.