لو كان المال يتكلّم لكانت بعض النساء الشابات اليوم يدلين بتصاريح رنّانة من خلال محافظهنّ. والأمر صحيح، وخصوصاً بالنسبة إلى شريحة جديدة من النساء المحترفات في آسيا، يُعرفن باسم «الآنسات الذهبيات». تشمل عبارة «الآنسات الذهبيات» تلاعباً على الكلام في عبارة «العوانس الذهبيات»، إشارة إلى النساء اللواتي لم يتزوجن، وتسلِّط الضوء على القوة الاستهلاكية الهائلة لدى هذه الشريحة من الناس. وقد ظهرت «الآنسات الذهبيات» في آسيا، إثر زيادة عدد النساء اللواتي يحظين بتعليم أفضل، ويتوظفن برواتب أعلى، ويتأخرن في الزواج. وحتى إن تزوّجن ثمّة عدد كبير من النساء العاملات اللواتي لا ينجبن إلا عدداً قليلاً من الأولاد، هذا إن أنجبن أصلاً. أما النتيجة الشاملة فهي أن النساء المحترفات مهنياً يملكن دخلاً متاحاً أكبر في متناولهنّ؛ لشراء منتجات كالمنازل، والخدمات المالية، والسلع الفاخرة. وفي كوريا الجنوبية أصبحت «الآنسات الذهبيات» رموزاً استهلاكية، بالنظر إلى تأثيرهنّ في الطلب، ليس فقط على نظيراتهنّ بل أيضاً على جحافل من النساء الطَموحات، اللواتي يحلمن باعتماد نمط حياتهن المتألق. وفي الصين ظاهرة «آنسات ذهبيات» خاصة بها، ويُعرفن باسم «شينغ نو»، أو «النساء المتبقيات». ويُقدَّر عدد النساء اللواتي لم يتزوجن يوماً في المدن الصينية، ممّن تتراوح أعمارهنّ بين الخامسة والعشرين والرابعة والثلاثين، بسبعة ملايين امرأة. ولكنّ هذا الرقم قابل للارتفاع بسهولة، بالنظر إلى أن هذا التوجه الديموغرافي يتأثر بالنمو الاقتصادي، مع مواصلة تقدُّم الصين ونسائها. فيما يأتي بعض الاستراتيجيات الفعالة في متناول الشركات الراغبة في استقطاب هذه الفئة الديموغرافية المتزايدة: 1. ساعدوهنّ على البروز: تنظر النساء الشابات ضمن هذه الشريحة إلى أنفسهنّ كرائدات ثقافيات، سواء كان على الصعيد المهني، أو كمستهلكات؛ وبالتالي من الضروري أن تُطلق الشركات خطط تسويق، تسلِّط ضوءاً أكبر على الخصوصية الفرديّة والأسلوب الشخصي. 2. أنشِئوا أثراً متموِّجاً لدى أتباعهنّ: قد تصبح المنتَجات والعلامات التجارية التي تحبذها «الآنسات الذهبيات» محفزاً للطلب الجماعي في أوساط من يتتبعهنّ، ويرغبن في الامتثال بهنّ. 3. رسّخوا وجودكم في التجارة الرقمية والاجتماعية: تستمتع «الآنسات الذهبيات» بالحياة، ويرغبن في تكريم أنفسهن، ولكن لا وقت لديهن للتسوُّق في المتاجر التقليدية الفعلية. ولهذا السبب من الضروري أن ترسّخ الشركات مكانتها على شبكة الإنترنت. وبالمقارنة مع نظيراتهن الغربيات تمضي النساء الآسيويات ضعف الوقت على الإنترنت، ويشترين نسبة 81 في المئة من المنتجات لهنّ فقط. مع تحوُّل آسيا إلى مركز للنشاط الاقتصادي العالمي بإمكان الشركات اقتناص فرص جديدة، من خلال التطرّق إلى عنصر يحرّك مستقبل المنطقة ويغيّره، ويتمثل في نسائها المحترفات البارزات. (داي ريون تشانغ أستاذ تسويق في كلية «يونساي» للأعمال في سيول، عاصمة كوريا الجنوبية
