على خلفية حفل الخريجين الثالث لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي أقيم في المملكة المتحدة. احتفلت الملحقية الثقافية بلندن يوم الأحد 31 مارس 2013 بتخريج الدفعة الثالثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة والدكتور فيصل بن محمد المهنا أباالخيل رئيس الملحقية الثقافية في لندن. الحاضر لهذا العرس الثقافي الوهيب التمس التنظيم العالي والتنسيق المتناهي لهذا الحفل التكريمي الكبير لأكثر من 3500 طالب وطالبة من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات العلمية والأدبية وليس هذا فقط ولكن هذا التحصيل العلمي المتميز جاء مستحقا من أرقى وأقوى الجامعات في المملكة المتحدة وايرلندا. تأمُل هذه الأفواج الشابة وهي تحمل على رؤوسها قبعات استحقاقها لهذا التشريف بعد العمل المضني والسنين الطوال والغربة القاسية في سبيل تحصيل هذا العلم النافع يبعث في النفس الطمأنينة والثقة بغد واعد لهذا الوطن على يد أبنائه المخلصين الذين لن يتواروا عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل بناء هذا الوطن الذي لم يتقاعس عن بذل كل أسباب الأمن ورغد العيش لأبنائه في ظل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود. هذه الرعاية الكريمة التي لم يشبها أي تهاون أو تقصير في بذل كل ما فيه خير ومنفعة نابعة من إيمانه التام حفظه الله ورعاه وثقته اللامتناهية بنهضة هذا الوطن على يد أبنائه المخلصين. هذه الرؤية الحكيمة والفكر المستنير للنهج الناهض للملك عبدالله بن عبدالعزيز في بناء هذا الوطن بسواعد أبنائه أعادني بالذاكرة لنهج مماثل اتخذه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمة الله عليه- عند تأسيس هذه الأرض الطاهرة التي ننتمي لها جميعا ونقبل ثغر حدودها اليوم من مشرقها لمغربها ومن شمالها لجنوبها. فقبل أكثر من مائة عام أنعم الله على أهل الجزيرة العربية بنعمة الأمن والسلام بعد أن وهبهم قائدا فذا أبى إلا أن يجمع أبناء هذه الأرض علىكلمة واحدة وقلب واحد تحت راية واحدة لبناء وطن عظيم وشعب متكاتف. هذه الجهود المضنية والرؤية المستنيرة لم تتأت إلا بسعي منه على غرس روح الوحدة بين أبناء هذه الأرض الذين هم آباؤنا وأجدادنا المخلصون الذين آمنوا به وساندوه في سبيل توحيد الجزيرة العربية تحت راية واحدة هي راية التوحيد. اليوم تتجدد الصورة مرة أخرى ويعيد الزمان قصة التوحيد في ظل القيادة الرشيدة للملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال تمثله لخطى والده الملك المؤسس رحمة الله عليه. فكل الجهود المضنية التي بذلها مليكنا الغالي في سبيل نهضة الوطن بابتعاث العشرات الآلاف من الطلبة والطالبات لتحصيل أعلى الشهادات العلمية من أرقى الجامعات في العالم لن تذهب سدى وجميل صنيعه وحد أبناء هذا الوطن على راية واحدة هي راية الإخلاص، الإخلاص لمليكنا الغالي الذي أتاح لنا فرصة انتهال العلم من كل بقاع الأرض دون استثناء الأمر الذي يوجب علينا جميعا العودة من ديار الغربة محملين بمتاع العلم والمعرفة لسداد حق الوطن ببنائه والنهضة به دون كلل. العام القادم سأنضم بحول الله وقدرته لمسيرة الخريجين الذين من الله عليهم بنعمة الانتماء لهذا الوطن والعيش تحت سقف حكومتنا الرشيدة بقيادة ملكنا المفدى. وكما هو معتاد في مثل هذه المناسبات، للمتخرج حق اختيار من يدعوهم لتشريفه كضيوف لحضور حفل التكريم، والوالدان ثم الإخوة والأخوات دائما ما يكونون على قائمة المدعوين، فدونهم لن يتأتى لنا تحصيل هذا العلم، وهذا النجاح هو من نصيبهم قبل أن يكون من نصيبنا عرفانا بفضلهم وصبرهم ودعمهم الدائم لنا. ولكني أيضا سأخصص دعوة خاصة لرجل عظيم كان ومازال السبب خلف تحصيلي لهذا العلم واستحقاقي لهذه الدرجة الرفيعة والذي دونه لم ولن يتسنى لي شرف الانضمام لمسيرة الخريجين وحمل علم المملكة العربية السعودية في أرقى المحافل العلمية. هذه الدعوة ستكون لملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبدالعزيز، فبفضل كريم صنعه وغدق عطائه وثقته التامة، كل الشهادات التي سنحملها هي حتما له. طالبة دكتوراه في علم المناعة، لندن، المملكة المتحدة