حريٌ بالكاتب محمد آل الشيخ أن يُجرب إعادة النظر في قناعاته عن المستقبل الاقتصادي لمصر الإخوان (الأحد 19-5 عدد 14794)، فبخلفية تاريخية مختصرة يمكن القول إن تاريخ المنطقة الإسلامي يتبلور في شعارين ترددا كثيراً، وهما «ليس لنا إلا الإسلام» و»الإسلام هو الحل». فالأول كان الدافع الرئيس لصراع جهابذة علماء المسلمين ضد الأخطار التي تهدد العقيدة كالمعتزلة، وهو أيضاً منطلق جهودهم لتقليم أظافر العلوم الاجتماعية والإنسانية والطبيعية، وفيما احتفل فلاسفة أوروبا ومستشرقوها بذلك على اعتبار أنه (أنقذ) العالم من أن يُصبح على دين واحد لو قُدِّر للثورة العلمية والصناعية أن تحدث في العالم الإسلامي، إلا أن شغلهم الشاغل كان في ابتكار وسائل وخطط لدعم نفوذ أوروبا الاستعماري وحمايته من خطر الطامعين، وإذ كان جلياً لهم أن (الإسلام هو الحل) إلا أنهم اعتبروه سلاحاً ذا حدين ونصحوا بتجريب مسارات أخرى أممية وأيديولوجية كالقومية والبعث وغيرها مما تحطم على صخرة اسمها (المملكة العربية السعودية) التي كانت هدف أطماعها كدولة بترولية (عليها القيمة!). وهذا اضطر الأوروبيين إلى إطلاق مشاريع (الإسلام هو الحل)، وكان من نتائج نجاحها السهل في إيران مجاهدة الغزوة الأمريكية للعراق وإفشالها ما دعا أمريكا إلى محاولة الثأر لنفسها وذلك بسرقة المشروع الأوروبي (الإخواني) في شمال أفريقيا، وهي مؤهلة لذلك لأن أوروبا الآن عاجزة عن إنقاذ اقتصادات أوروبية فكيف لها بتكاليف دول الربيع العربي، فهل تُسهم مليارات أمريكا في إنقاذ الاقتصاد المصري؟ محتمل جداً!، فالأدوار (الأمريكية) لمصر ازدادت وسوف يزيد ثمنها وقدرة مصر على حساب واستيفاء ذلك الثمن كدولة ديمقراطية، ولو حديثة العهد بذلك. منصور الحميدان