الثقة عندما تأتي وتصدر من ولي الأمر في هذه البلاد المباركة.. فهي ثقةٌ غالية.. ووسامُ شرفٍ عظيم لمن يحظى بها, ويتشرف بحمل مسؤولياتها الجسام.. كيف لا؟ وهي ثقةٌ ملكيةٌ كريمة جاءت أوامرها السامية من أعلى هرم في السلطة.. وأكبر مسؤولٍ في البلد وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله».. فهي تشريفٌ وتكليفٌ.. وما أجمل التشريف والتكليف حينما يكون لخدمة الدين والمليك والوطن.. وهذا ما تحقق لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين, بعد أن نال ثقة ولي الأمر «حفظه الله» بتعيينه نائباً ثانياً لرئاسة مجلس الوزراء الموقر, وحظي سموه بمكانةٍ مرموقة كونه أصبح الرجل (الثالث) في الدولة بعد خادم الحرمين,وسمو ولي العهد الأمين حسب مهام ومسؤوليات المنصب الجديد.. وسموه الكريم أهلٌ للثقة.. وأهلٌ للمسؤولية.ولا شك أن رؤية خادم الحرمين الشريفين ونظرته الثاقبة في اختيار الأمير مقرن بن عبدالعزيز لهذا المنصب لم تأتِ من فراغ, ولم يكن الاختيار عشوائياً, وإنما جاء الاختيار موفقاً نظراً لما يتمتع به سموه من صفات القيادة.. والإدارة.. والحنكة.. وبُعد النظر وهي صفاتٌ أهّلته لنيل شرف منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء, هذا إذا ما علمنا أن سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز قد خدم الوطن في مواقع عدة, وتقلد كثيراً من المناصب وكذلك المسؤوليات على مدى عدة عقودٍ ماضية لخدمة الدين والمليك والوطن. وقد بدأ سموه الكريم حياته العملية طياراً حربياً في القوات الجوية الملكية السعودية بعد تخرجه من معهد علوم الطيران في المملكة المتحدة عام 1968م, قبل أن يتم تعيينه أميراً لمنطقة حائل عام 1400ه التي قضى فيها ما يقارب (20) عاماً ترك خلالها آثاراً طيبةً وبصماتٍ واضحة وذكرياتٍ جميلة لن ينساها الحائليون أبداً, وفي منتصف عام 1420ه عُين سموه أميراً لمنطقة المدينةالمنورة مدة (6) سنوات, ثم عُين رئيساً لأهم جهازٍ أمني في الدولة وهو الاستخبارات العامة التابع لوزارة الداخلية وظل في هذا المنصب (7) سنوات حتى اُعفي, وعين مستشاراً ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين, ومن ثم صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في العشرين من شهر جماد الأول من العام الهجري الجاري إضافةً إلى شغله لمنصب المستشر والمبعوث الخاص للملك. ويحظى الأمير مقرن بن عبدالعزيز بشعبية كبيرة, وحب واحترام متبادل مع عامة الشعب بسبب تواضعه, ونبل أخلاقه السامية, وأيضاً بسبب احتكاكه المباشر مع المواطنين, كما عُرف سموه ببساطته المعهودة, وتواضعه الجم مع الكبير والصغير, بعيداً عن كل الرسميات, والمثاليات الزائدة التي ربما تُحدث فجوة عميقة بين المواطن والمسؤول.. ولسموه الكريم جهودٌ كبيرة, ومواقفٌ كثيرة في مساعي الخير, وعتق الرقاب, وإصلاح ذات البين.. فبحضور سموه يتجلى التواضع والسمو.. ويتسم حديثه بالمحبة والتسامح.. وتتجلى في شخصيته هيبة الملوك, وشموخ العظماء, وكل الدعوات الصادقة بأن يعين سموه الكريم على تحمل مسؤوليات هذا المنصب لخدمة الدين والمليك والوطن تحت قيادة خادم الحرمين والشريفين, وسمو ولي العهد الأمين «حفظهما الله». تربة - حائل