يُعتبر كتاب السلوك الرشيد، هو الكتاب رقم ثلاثة أو الإصدار الثالث من سلسلة برنامج صناعة الإنسان الرشيد (الرشدنة) للدكتور أحمد علي المبارك. هدفه العام هو: إكساب الفرد مواصفات الرشد في نمطه العاطفي والانفعالي، مما ينعكس إيجاباً على نشاطه الذهني وسلوكه العملي، ومن ثم على أدائه الفني والمهني، وعلاقاته مع الآخرين. ثمة معايير سبعة للرشد العاطفي أو مهارات، ترتكز على المعايير العامة للسلوك الرشيد وتتقسم معايير الرشد العاطفي بدورها إلى مبادئ. المعيار الأول هو معيار الاتساق مع الحق، ويتفرع إلى المبادئ التالية: - مبدأ إخضاع كافة العواطف والمشاعر والانفعالات للهدي الرباني وجعلها ضمن إطار الحق. - مبدأ عدم الخروج بتأثير جيشان العاطفة عن إطار الحق ومعاييره، ومن ثم الوقوع في المحظور الديني. - مبدأ الأخذ في الاعتبار أن سنن الله وتشريعاته تراعي المصلحة، وتقوم على الحكمة وليس العاطفة. المعيار الثاني هو معيار مراعاة العدل، ويتكون من المبدأ التالي: - مبدأ الحذر من الظلم والاعتداء، وترك العدل بسبب العاطفة. المعيار الثالث هو معيار الاستحقاق والأولوية ويتفرع إلى المبادئ التالية: - مبدأ صرف العاطفة لمستحقيها ولمن هم لها أهل، وعدم وضعها في غير محلها أو صرفها لمن لا يستحقها. - مبدأ صرف العاطفة عند التعارض لمن هو أولى فأولى، أو الأهم فالأهم. - مبدأ صرف العاطفة للمستحقين المتماثلين بالمساواة. المعيار الرابع هو معيار التفعيل، ويتفرع إلى المبادئ التالية: - مبدأ تحويل العاطفة إلى حركة وفعل، وعدم الاكتفاء بالعاطفة كشعور وجداني. - مبدأ توظيف العاطفة في سياق مصلحة الأمة وتماسكها، وتلاحم أفرادها وتراحمهم، وعدم الانحراف بها بما يخالف ذلك. - مبدأ التعبير للآخرين عن عاطفة الحب والمودة، التي يكنها القلب لهم بالقول الصريح والفعل المحسوس. - مبدأ مراعاة الآخرين والتحسس لعواطفهم ومشاعرهم. المعيار الخامس هو معيار الإيجابية، ويتفرع إلى المبدأين التاليين: - مبدأ اجتناب الانسياق وراء العاطفة السلبية والانفعال المدمّر. - مبدأ الترخيص بتفريغ شحنة الانفعال الضار، وجواز الانتصار للنفس ممن ظلمها. المعيار السادس هو معيار الضبط والتحكم (السيطرة) ويتفرع إلى المبدأين التاليين: - مبدأ التحكم في النفس عند الوقوع تحت تأثير العاطفة الحارقة والانفعال الشديد. - مبدأ عدم التعويل الكلي على العاطفة في الحكم على الأمور، والحرص على إعطاء العقل دوره في كل المواقف. المعيار السابع هو معيار الموازنة والاعتدال (التوسط)، ويتفرغ إلى المبدأ التالي: - مبدأ عدم الإفراط في الانفعال الوجداني، أو الغلو في المشاعر العاطفية نحو الأشخاص أو الأحداث. - مبدأ التوازن والاهتمام المتعادل بكافة الجوانب المهمة في الحياة، مع تفادي الوقوع في إهمال بعضها.