قمت مؤخراً بزيارة خاطفة إلى (عرعر)، وهي المرة الأولى التي أزور فيها هذه المدينة الجميلة، طبعاً كان الله في عون المسافرين على الخطوط السعودية إلى هناك، لأنهم سيشعرون ب (وعثاء السفر)!. الرحلة التي غادرت عليها (مبكرة جداً)، وهي تُعلم على النشاط، وتتطلب الحضور لمطار الرياض (قبل صلاة الفجر)، ولأني رجل (إلكتروني) أحاول التماشي والتعاطي قدر المستطاع مع القفزات الإلكترونية لخطوطنا المحلية، أصدرت بطاقة صعود الطائرة عبر الانترنت، ليبقى رقم (البوابة) سراً، لا يمكن الإفصاح عنه إلا بسؤال الموظف!. فجأة تسمع صوتاً يصرخ (دون ما يكرفون): عرعر يا شباب.. ركاب عرعر.. عرعر!. آمنت بالله ودخلت للبوابة رقم (34) التي أوصلتنا للباص، بدلاً من الطائرة؟! لنبدأ رحلة برية على أرض (مطارنا العزيز) نحو الطائرة الرابضة في آخره، بعد المرور بأسفل البوابات الداخلية والدولية والأجنبية.. ولأن المطار والخطوط سمحوا لنا بالتجول في هذه المنطقة البعيدة عادة عن الأنظار (عادة) فليتحملوا قليلاً، تعليقاتنا ووجهات نظرنا كمسافرين! . فمنظر أرضية المطار مقلق جداً ولا يسر (يحتاج زيارة ولفتة نظر من المسئولين)، أنا زرت عشرات المطارات العالمية التي تنقل ركابها بالباص، ولكن لم أشاهد منظر العربات المتناثرة، وقطع السحب والأغراض المبعثرة (بشكل عشوائي) على أرضية المطار وأسفل معظم البوابات، والتي تذكرنا (بعفش المطلقة) في المسلسلات الخليجية!. أذكر أنني وكل سعودي، كنا نفتخر بمطارنا العزيز أمام الأشقاء الخليجيين والعرب، لأنه في يوم من الأيام لم يكن في المنطقة كلها (مطار منافس) من حيث المبنى، والتنظيم، والراحة النفسية، أما اليوم فإني أقترح إدخال المسافرين فوراً من (الصالة) إلى الطائرة دون مشاهدة أرضية المطار وزيوت الطائرات والمعدات!. سنتحمل الصالة وضعف خدماتها.. بالمناسبة، داخل الطائرة جلست محشوراً بين (شاب صامت) معبس على الصبح لا يتحدث، و(عامل) مبتسم قادم من رحلة دولية، سألته عن اسمه فقال: أنا افتخار (كهربائي)!. قلت له: ما شاء الله أنت شغل (عرعر)؟! فهز (رأسه) وانخرط في (الشخير) فجأة!. أحلام سعيدة يا (افتخار)، ومن حقنا أن نحلم أيضاً بعودة (مطارنا) كما كان!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]