إن من هدايات القرآن الكريم أن وضع أسس التربية للفرد والجماعة على حد سواء، وفق المنهج الإلهي الذي لا يعتريه نقصٌ ولا خطأ, لقد نزل القرآن الكريم ليُنشئ أمة تعمل به وتتخلَّق به، وعلى رأس ما ينبغي التخلُّق به بعد الإيمان بالله الاستقامة والأمانة والصدق والإخلاص وما شابهها من المعاني والصفات التي تستقيم بها الحياة بجميع جوانبها. إن مسابقة وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات من مظاهر العناية بمصادر الشريعة الإسلامية, وهي مبادرة جليلة تفضل الله بها على هذه البلاد, حيث كرَّمها بحفظ دينه, فهذه المسابقة وسيلة فعَّالة تتجلى فيها العناية بالناشئة من الشباب والفتيات وتشجيعهم على تعلم وحفظ كتاب الله للحصول على الأجر العظيم في طلب العلم, وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنة), وإن تلاوة القرآن الكريم, وتدبره وتعليمه والعمل به من أجلّ العبادات وأكثرها أجراً، ومن الملاحظ أن حفظة القرآن الكريم أكثر الناس تميُّزاً في سلوكهم وأدائهم وأخلاقهم، لأنهم ينهلون تلك الآداب والأخلاق من كتاب الله تعالى, وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر الناس امتثالاً لتعاليم القرآن.. لما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خُلقه صلى الله عليه وسلم أجابت بقولها: (كان خُلقه القرآن).. ولا شك أن مسابقات حفظ القرآن الكريم تحقق للناشئين مزايا كثيرة, حيث تُنمّي شخصيتهم نمواً سوياً متوازناً قال تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} . ومن أثر المسابقات القرآنية على النشء: - فهي تُهيئ لهم القدوة الحسنة, والتوجيه السليم. - تُوجد التنافس الإيجابي واختيار الصحبة الصالحة قال تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} . - تُهيئ لهم العلم والمعرفة بأحكام دين الله سبحانه وتعالى, فلا تتسرب لهم المفاهيم والأفكار المنحرفة عن دين الله. - تُسهم في غرس القيم الإسلامية ومبادئه وآدابه والتربية على أخلاق القرآن, تربي الناشئة على الجد وعلو الهمة, وتعودهم على تنظيم حياتهم وحفظ أوقاتهم, وتربي فيهم الشعور بالمسؤولية والقدرة على تحملها. أسأل الله العظيم أن يُوفق الآباء والأمهات والمربين على تربية النشء وحثّهم على كتاب الله, كما ندعو الله عز وجل أن يجزل المثوبة والأجر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز, ويوفقه لكل خير لدعمه وحرصه على تربية الناشئة وتشجيعه لهم بحفظ كتاب الله عز وجل. - مديرة عام التوعية الإسلامية بتعليم البنات